السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«قمل الرأس» في المومياوات القديمة يكشف أسراراً جديدة

«قمل الرأس» في المومياوات القديمة يكشف أسراراً جديدة
31 ديسمبر 2021 15:22

أحمد شعبان (القاهرة)
في تطور جديد اكتشف العلماء أن «قمل الرأس» الموجود في المومياوات القديمة مهم وسوف يفيد بشكل مذهل في معرفة أسرار وألغاز جديدة عن هذه المومياوات لم تُكتشف من قبل.
واكتشف العلماء من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «علم الأحياء الجزيئي والتطور»، وهي مجلة شهرية تصدر عن جامعة أكسفورد، إمكانية استخلاص الحمض النووي البشري من مادة لزجة شبيهة بالأسمنت أنتجتها أنثى القمل في شعر المومياوات منذ آلاف السنين.
وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الحمض النووي المستخرج من «قمل الرأس» في المومياوات أفضل جودة من الحمض النووي الموجود في الأسنان، وهذا يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على اكتشافات مدهشة تهم العلماء وتفك لهم ألغازا كثيرة.
ونجح فريق علمي من عدة جامعات عالمية في استخراج الحمض النووي من مادة أسمنتية ينتجها قمل الرأس، ليستخدمها في لصق بيضه على الجلد من شعر أجساد محنطة في أميركا الجنوبية، منذ آلاف السنين، وبعد التحليل وجدوا أن الحمض النووي المستخرج من هذه المادة له جودة أفضل من أي حمض نووي استعيد من خلال طرق أخرى.
ويعتقد الباحثون أن استخدام الحمض النووي للقمل يمكن أن يسمح بدراسة المزيد من العينات الفريدة من البقايا البشرية، حتى في حالة عدم توفر عينات من العظام أو الأسنان في المومياوات الفرعونية.
وقالت الدكتورة أليخاندرا بيروتي، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء اللافقارية في جامعة «ريدينج» البريطانية، والتي قادت البحث: «بالإضافة إلى علم الوراثة، يمكن أن توفر بيولوجيا القمل أدلة قيمة حول كيفية عيش الناس وموتهم منذ آلاف السنين، وهذه الطريقة الجديدة يمكن أن تفتح الباب لمنجم من المعلومات حول أسلافنا، مع الحفاظ على عينات فريدة من نوعها».
وعادة يستخرج العلماء الحمض النووي القديم من العظام الكثيفة من الجمجمة أو من داخل الأسنان، إذ توفر هذه العينات أفضل جودة، ولكن بقايا الجمجمة والأسنان ليست متاحة دائمًا، كما أنه في بعض الثقافات من غير الأخلاقي أخذ عينات من بقايا جثث قديمة، كما أنه يؤدي أخذ العينات أحيانا إلى إحداث ضرر، لذلك فإن استعادة الحمض النووي من القمل هو حل للمشكلة، خاصة أن الصئبان توجد بشكل شائع على شعر وملابس البشر المحنطين وتُحفظ جيدًا.
وكشف الحمض النووي الذي استخرجه الأطباء من بقايا قمل الرأس في الرؤوس المحنطة منذ أكثر من 2000 سنة عن أدلة حول أنماط الهجرة البشرية إلى أميركا الجنوبية، إذ تشير النتائج إلى وصول المومياوات إلى جبال الأنديز في مقاطعة سان خوان، وسط غرب الأرجنتين.
وتمكن العلماء أيضًا من استخلاص استنتاجات حول المومياوات والظروف التي عاشوا فيها، وكشف الفريق أيضا عن وجود صلة جينية بين 3 من المومياوات، وأيضا من المحتمل أن تكون قد تعرضت لدرجات حرارة شديدة البرودة عندما ماتت، وهذا قد يكون عاملا في وفاتها.
الجدير بالذكر أن مومياء الملكة «تي» من العصر المصري القديم الفرعوني، مازالت محتفظة حتى الآن ببقاء شعرها بصورة جيدة، على الرغم من مرور آلاف السنين، وهذا نتيجة لتعرضها لعملية تحنيط عالية الجودة على حسب علماء الآثار الذين أكدوا أن الشعر هو من الأجزاء التي لا تتعرض للتلف في الجسم البشري، علاوة على الإضافات التي وضعها المحنطون للشعر للمحافظة على بقائه بهذه الطريقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©