ساسي جبيل (تونس)
تعتبر «الخربقة» في تونس من أكثر الألعاب الشعبية انتشاراً لدى كبار السن (فوق الستين)، الذين توارثوها عن الأجداد، وهي شبيهة «الشطرنج»، من خلال تجهيز 49 خانة على الرمل، وجمع قطع من الحجارة الصغيرة أو الحصى، وتتكون الرقعة من 7 أسطر على 7 أسطر، تتوسطها حفرة تعتبر مركز اللعبة، وتجمع لاعبين اثنين، وتسمى كل حجارة «كلباً»، ومن خلال تحريك، «الكلاب» في أجواء هادئة وصامتة، حتى لا يفقد اللاعب تركيزه، قبل أن تنتهي اللعبة بانتصار من ينزع أكثر عدد من حجارة المنافس، أو عند غلق كل المنافذ عليه حتى لا يستطيع تحريك «كلابه»، ويعلن الاستسلام.
وتشهد إحدى حدائق منطقة «السيجومي» غربي العاصمة، حلقات لكبار السن ملتفين حول حصاهم الصغيرة يلعبون لعبة «الخربقة»، وإلى جانبهم يميناً ويساراً عدد من المشجعين، الذين يقاطعون الصمت بهتافات لتحفيز أحدهم على تحريك إحدى حصاته لتكون بمثابة الضربة القاضية للمنافس، أو لمطالبة من تتجلى حقيقة انهزامه بالاستسلام وترك مكانه لغيره من المنتظرين الذين يعلقون آمالهم على الفوز.
الستيني عبد الوهاب الهمامي، قال: إن للعبة «الخربقة» حضورها في بعض المهرجانات الشعبية، التي تخصص من ضمن برامجها منافسات في هذه اللعبة، خاصة في جهات الجنوب الغربي للبلاد، مثل توزر ودوز وقبلين، وأيضاً في تطاوين بالجنوب الشرقي، حيث شارك فيها كلها وفاز بجوائز مهمة.
ويؤكد المسن الطاهر الفطحلي أنه كان يسمع من كبار السن حين كان صغيراً بأنها تعود لقرون، اكتشفها الأمازيغ في كل من تونس وليبيا والجزائر، حين رأوا لعبة تشبهها كان يتسلى بها البعض فاقتبسوها، وغيروا بعضها واعتمدوا الأرض والتراب والحجر قبل أن ينشروها في بعض البلدان الأخرى.