عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يخوض الشاعر الغنائي علي إلياسي تجربة الإنتاج الدرامي التلفزيوني لإثراء المشهد الفني بعدد من المسلسلات الخليجية والعربية ذات المحتوى الجيد والمضمون الهادف، خصوصاً بعدما اكتسب الخبرة في عالم الإنتاج الفني خلال الـ 8 سنوات الماضية، كاشفاً أن الموسم الرمضاني المقبل سيشهد باكورة إنتاجه في عالم المسلسلات.
أعلن علي إلياسي أنه عقد جلسات عمل مكثَّفة مع عدد من أبرز كتّاب الدراما التلفزيونية من الكويت ومصر والأردن، للبدء بتنفيذ وتصوير مسلسلات بداية العام المقبل، وقال في حوار مع «الاتحاد»: فكرة خوض تجربة الإنتاج الدرامي كانت تراودني منذ سنوات، ولكنني أحببت التأنّي لاكتساب المعرفة والدخول في هذا المجال بقوة، ولاسيما بعد مشاركتي في تنفيذ عدد من البرامج التلفزيونية التي عُرضت على شاشات بعض القنوات المحلية، والعديد من أغاني الفيديو كليب التي لاقت نجاحاً لافتاً. وأضاف: مع الدعم الكبير من الجهات المعنية بالفن في دولة الإمارات، فقد آن الأوان لتقديم فكر وطرح جديدين في عالم الدراما، وإعطاء الفرصة الأكبر للشباب من الموهوبين، ما يؤهِّلهم لأن يرفعوا من مستوى المشهد الدرامي.
منصّات رقمية
ولفت إلياسي إلى توجّهه كذلك لإنتاج أعمال درامية للمنصات الرقمية بعدما ارتفعت أسهمها في الآونة الأخيرة، حيث نجحت مسلسلات خليجية وعربية كثيرة في لفت الأنظار وتحقيق الانتشار بمحتواها الجيد.. وقال إن المنصات الرقمية تلعب دوراً كبيراً في انتشار الدراما العربية، ومع ذلك تبقى الشاشة الفضية أساس المسلسلات التلفزيونية ولاسيما في المواسم، مثل الموسم الرمضاني.. ولهذا السبب سيكون تركيزه في البداية على التلفزيون، إلى جانب عرضه على التطبيقات الخاصة بالقنوات، مثل تلفزيون أبوظبي وتطبيقه ADTV، ما يمكِّن المشاهد من متابعة الأعمال في أي مكان وزمان.
الأعمال القيِّمة
وأوضح إلياسي أن ما بين الإنتاج الغنائي والدرامي التلفزيوني فرقاً كبيراً لجهة الوقت والمجهود، وقد لاحظ هذا الأمر عندما نفَّذ أوبريت «الوفاء» سابقاً وصوّره في 25 يوماً مع نخبة من نجوم الغناء في الوطن العربي. وقال: بعض المنتجين لا علاقة لهم بالفن، ويتعاملون مع الإنتاجات الفنية كتجارة، ومن هنا يستطع المشاهد التفريق بين الأعمال الفنية القيِّمة من عدمها، لذا لم أتّخذ هذا القرار إلا بعدما تسلَّحت بالخبرة في عالم الإنتاج من خلال «إتش برودكشن»، وكذلك بعد المشاركة في المهرجانات ونقل الحفلات وتصوير الأوبريتات وأغاني الفيديو كليب، لافتاً إلى أنه أسّس وحدة مونتاج واستوديو تصوير واستوديو تسجيل صوتي، وبقي أمامه السعي وراء الفكرة الجيدة والكاتب المبدع الشغوف بتقديم عمل مجتمعي هادف للمشاهد، لإثراء الساحة الفنية المحلية والعربية بأعمال درامية ترقى بالمستوى.
آخر حبة
وبالنسبة للإنتاجات الغنائية، أوضح إلياسي، أنه أصدر حديثاً أغنية جديدة بعنوان «آخر حبة» من كلماته وغناء حبيب إلياسي، وحقّقت نسبة مشاهدة عالية عبر «يوتيوب» ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحمل اللون الشبابي ذي الإيقاع السريع، وتدمج الموسيقى الغربية في قالب غنائي خليجي. وذكر أنه يحضِّر لإصدار ميني ألبوم لحبيب إلياسي، يحمل عنوان الأغنية نفسها «آخر حبة»، ومن المقرَّر أن يضم 6 أغان معظمها من كلماته. وقال: يأتي إنتاج هذا الألبوم في خطوة لتعزيز إصدار الألبومات التي اختفت منذ سنوات، مع الحرص على بث هذه الأغنيات عبر الإذاعات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنها تسهم في انتشارها بشكل أوسع.
وتابع: نفتقد إلى متعة تنفيذ الألبومات وصدورها في الأسواق، لأنها الأرشيف الحقيقي للمطرب وصنّاع الأغنية، ولاسيما مع ظروف «الجائحة» التي أثّرت بشكل كبير على إنتاج الألبومات الغنائية، وفي ظل التطوّر الرقمي، أصبح من الصعب على الألبوم الغنائي أن يحصد أرقاماً تُرضي المطرب وشركات الإنتاج. فالأغاني المنفردة أصبحت تحتل الصدارة والتركيز على تنفيذها أصبح الأساس، لأنها تحقِّق انتشاراً أسرع، ولا تحتاج إلى تكاليف عالية، ولهذا السبب توجّه العديد من المطربين إلى هذه الاستراتيجية.
مقياس النجاح
ولفت إلياسي إلى أن المعادلة في إصدار الألبومات والأغنيات قد تتغير عن السابق في ظل وجود الـ «سوشيال ميديا»، ففي السابق كان يختفي المطرب لمدة عام تقريباً من أجل تنفيذ ألبومه الذي يضم 10 أغنيات، لكن حالياً يستطيع الفنان تنفيذ أغنية كل شهر أو شهرين تقريباً ويصدرها عبر حساباته على وسائل التواصل و«يوتيوب» وتكسبه صفة التواجد المستمر على الساحة، منوِّهاً بأن أرقام وسائل التواصل الاجتماعي ليست المقياس الأساسي لنجاح العمل الفني، بل تفاعل الناس معها وعدد التعليقات عليها وترديد كلماتها من قبل الجمهور في الحفلات والمهرجانات، كاشفاً أنه يستعد خلال الفترة المقبلة لتنفيذ عدد من الأعمال الفنية الجديدة مع بعض الفنانين، ومنهم المطربة المغربية رجاء قصابني.
دعم الموهوبين
صرَّح علي إلياسي أنه أسّس منصّة غنائية تسهم في دعم المطربين من أنحاء الوطن العربي ولا سيما الشباب الموهوبين، للترويج لأغنياتهم من خلالها وعبر الموقع الرسمي لـ «إتش برودكشن». وذكر أن توجّهه ينصب على دعم المواهب ومساندتها للوصول إلى طريق الشهرة والنجومية بالشكل الصحيح.
