السبت 30 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سافر معي إلى طشقند

سافر معي إلى طشقند
14 ديسمبر 2021 02:14

هذه المرة في طشقند
في مقال اليوم سنقضي بعض الوقت في أوزبكستان وفي طشقند بالتحديد، والتي تقع على طريق الحرير القديم، دولة تشكل فيها بخارى وسمرقند ثروة وقوة ثقافية تاريخية عظيمة. ينعكس ذلك في جودة هندستها المعمارية الإسلامية.. هذه المرة سافر معي إلى طشقند.
مدينة فتحها المسلمون العرب في القرن الثامن الميلادي، ودمرها جنكيز خان عام 1219 م، واستولى عليها الروس في العهد السوفييتي. تقع في دولة غير ساحلية، وقد رأيت فيها ما يستحق الزيارة؛ فالبنية السياحية موجودة من طرقات وفنادق، والشعب مبتسم مرحب، وإن كانت اللغة تشكل عائقاً بسيطاً لكن الجيل الجديد في أوزبكستان يتحدث الإنجليزية بطلاقة فلا تخف.
قبل ألفي عام مر تجار التوابل الهنود وبائعو الحرير الصينيون عبر أسواق طشقند، عند نقطة التقاء طرق الحرير في طريقهم إلى أوروبا. أوزبكستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، لديها تراث ثقافي متنوع، وطشقند مدينة عالمية متعددة الأعراق، موطن للأوزبك والكازاخ وأحفاد البدو المغوليين والأرمن والطاجيك، مدينة ما زالت تحتفظ ببعض النكهة السوفييتية.
العاصمة طشقند هي أكبر مدن أوزبكستان، يبلغ عمرها 2200 عام، وهي عبارة عن قطعة فنية من خلال 15 متحفا و200 دار عرض و300 مسرح و3000 مكتبة. مناخها لطيف وتنتشر فيها المساجد في كل ركن بمزيج إبداعي، وهي
مدينة تتحدث 3 لغات. فبالإضافة إلى الأوزبكية ما زالت الروسية سائدة. سافر إليها من أبريل إلى سبتمبر؛ حيث ستتناول أفضل فاكهة في العالم. إذ تفيض الأسواق على جانبي الطريق بالفواكه والخضراوات بأسعار قليلة. أبريل هو موسم الفراولة، وأيضا الكرز الأحمر والأسود والأصفر، في يونيو سترى الأكشاك مزدانة بالخوخ والمشمش. وفي يوليو ستستمتع بالبطيخ، أما أغسطس فهو موسم العنب والرمان والكمثرى.
لا تنس أن تحمل معك محفظة كبيرة. فعملة أوزبكستان هي سوم، قيمة صرف الدولار الواحد نحو 10.000 سوم، لذلك لا مفر من حمل رزمة نقدية. ولكن بطاقات الائتمان تستخدم على نطاق واسع. إذا زرتها فلا تفوت ميدان الاستقلال وحديقة نافوي وساحة الأمير تيمور وبرج التلفزيون.
وأما الطعام الأوزبكي فهو قصة مختلفة، ويظهر تأثير طريق الحرير بتأثر مطبخهم بالأكل الإيراني والصيني والعربي؛ إذ يُعد طبق البلوف palov الطبق الرئيس، ولا تنس أن تجرب المانتي، وهو العجين المحشو باللحم، كما ستجد أنواعاً وأشكالاً من الخبز، أنصحك بتجربة خبز أوبي الذي ذكر في ملحمة جلجامش، وتذوق الأوشي توكي، وهي ببساطة طبخة ورق العنب الشهية، كما ستجد أن الشعب الأوزبكي شعب يعشق الشاي ويضعه بجانب كل وجباته.
هي مدينة ثرية ثقافياً، نظيفة، ومرتبة، وآمنة، وبدأ السياح بالتوافد عليها لمعقولية أسعارها وترحيبها بالضيوف، وخاصة العائلات وأوزبكستان ليست طشقند فقط. هناك بخارى وسمرقند... ولذلك قصاصة أخرى، إن شاء الله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©