عدد اليوم
حسين رشيد (أبوظبي)
2 ديسمبر 1971، بدار الاتحاد في دبي.. محظوظون من كانوا هناك.. صحفيون من مختلف الجنسيات يترقبون الحدث، ومصورون من بلدان عدة يتأهبون لالتقاط صورة القرن.. العالم ينتظر إعلان أهم تجربة وحدوية في القرن العشرين - دولة الإمارات العربية المتحدة- حلم زايد يتحول إلى حقيقة، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة.
الإعلام العالمي يتداول «صورة» القائد المؤسس وإخوانه الحكام أمام سارية العلم، لقطة تاريخية التقطتها كاميرات عشرات المصورين، بينهم مصور «الاتحاد» الراحل عيسى عبدالله يوسف آل علي، صورة وثقت اللحظة، وسجلت إجماع حكام الإمارات السبع على الاتحاد، وتحولت إلى شعار رسمي لاحتفالات اليوم الوطني، وستبقى محفورة في ذاكرة أبناء الإمارات، وشاهدة على «روح الاتحاد».
مصور «الاتحاد» عيسى عبدالله يوسف آل علي ، أحد الذين وثقوا «لحظة» الاتحاد، يعتبر من أوائل المصورين المحترفين في الدولة، وهو من أبناء إمارة أم القيوين، والتحق بالعمل في «الاتحاد» في نوفمبر عام 1969، وكانت «الاتحاد» آنذاك في بداية عهدها وإصدارها، وأسندت إليه رئاسة قسم التصوير بقرار من المغفور له الشيخ أحمد بن حامد.
رافق المصور عيسى عبدالله، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العديد من الجولات والزيارات التي كان يقوم بها للدول الخليجية والعربية والأجنبية لبحث توحيد المنطقة وقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقام بتغطية تلك الزيارات التاريخية من خلال كاميرته والتي كانت من ماركة «رولي فليكس»، والتي تعتبر من الكاميرات ذات التقنية العالية في ذلك الوقت، إلى جانب مهامه اليومية كمصور صحفي ومسؤول عن قسم التصوير..
أحداث تاريخية
سجل عيسى عبدالله بعدسته العديد من الاجتماعات التحضيرية الهامة التي عقدها حكام المنطقة لبحث مسألة توحيد الإمارات المتصالحة، وأثرى أرشيف «الاتحاد» وصفحاتها بالعديد من الصور واللقطات التاريخية الهامة التي لا زالت تنشرها إلى يومنا هذا.
من أهم الأحداث التاريخية التي سجلها عيسى بعدسته لحظة توقيع وثيقة إعلان الدولة وقيامها، وصورة رفع علم الدولة الجديدة، والاحتفالات التي رافقت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك أول اجتماع لأعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات، وأول احتفال بمناسبة اليوم الوطني، كما قام بتغطية العديد من المناسبات الوطنية في مختلف القطاعات.
وتعلم عيسى «فن التصوير» في المملكة العربية السعودية في الدمام، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً، ثم التحق بالعمل في وزارة الإعلام والثقافة بأبوظبي وعمره 28 عاماً، ليلتحق بالعمل في جريدة الاتحاد حتى عام 1976، وتفرغ بعدها لأعماله الخاصة، إلى أن وافته المنية في عام 1986.
