عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
قصة تعلو فيها قيم التفاني والتضحية لـ«بواسل الإمارات»، تستعرضها ملحمة سينمائية في فيلم «الكمين» الذي ينطلق عرضه في صالات السينما المحلية والخليجية غداً 25 نوفمبر، ويعد الإنتاج السينمائي الأضخم في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ويسرد وقائع حقيقية تظهر شجاعة الجنود الإماراتيين بعد وقوعهم عام 2018 في كمين بوادِ جبلي تحت عناصر المتمردين في اليمن، ويتولى قائدهم مهمة خطيرة لإنقاذهم وإعادتهم إلى أرض الوطن.
عرض أول
وأقامت «إيمج نيشن أبوظبي» أول من أمس في ياس مول أبوظبي، بـ «فوكس سينما»، العرض العالمي الأول للفيلم، بحضور أبطال العمل ومخرجه، حيث أعرب المخرج بيير موريل لـ «الاتحاد» عن سعادته بعرض «الكمين» في صالات السينما. وقال: سررت بإخراج الفيلم العالمي في الإمارات، وكانت تجربة رائعة بكل المقاييس، تعاونت فيها مع نخبة من صناع السينما والممثلين الإماراتيين المحترفين. وتوقع أن يحظى العمل بالإعجاب نظراً لضخامة إنتاجه، ولكونه فيلماً تاريخياً يسرد قصة مجموعة من الجنود الأبطال سطّروا أروع قصص الشجاعة والبطولة في أحلك الظروف. وذكر أن هذه الملحمة التي استغرقت عامين، ستكون ملهمة لصناع الأفلام والجمهور.
وأضاف: لطالما أردت إخراج عمل حربي ترتكز أحداثه على قصة حقيقية، وبالرغم من أن قصة «الكمين» ترتبط بالإمارات والمنطقة، لكني أراها أيضاً قصة عالمية تجسد أجمل معاني الأخوة والتضحية، لافتاً إلى أنه كان مهتماً باستكشاف التفاصيل من وجهة نظر الأبطال الذين وقعوا في الكمين، وواجهوا خطراً كبيراً، لإعادة تجسيد ما حدث بشكل واقعي.
وقال: كنت محظوظاً بإجراء محادثات مطولة حول ما مرّوا به، وساعدني ذلك على فهم تفاصيل ما حدث، وآمل أن يسهم «الكمين» في تكريم هؤلاء الجنود الذين يضعون حياتهم على المحك في سبيل وطنهم وترسيخ قيمه النبيلة.
فخر الوطن
وعبر مروان عبد الله، الذي جسد دور الرقيب علي المسماري، لـ «الاتحاد» عن سعادته بأن يرى «الكمين» النور بعد عامين من التحضير والتصوير، خصوصاً أن بداية التصوير كانت مع بداية انتشار جائحة «كورونا». وقال: فخر لكل فنان أن يكون جزءاً من هذا العمل الأضخم، وبالرغم من صعوبات التصوير خلال الجائحة والتدريبات الشاقة في المناطق الجبلية والمنحدرات، عملنا بروح الفريق مع مخرج مبدع، و«إيمج نيشن» التي وفرت كل التسهيلات اللازمة، لتجسيد ملحمة بطولية قام بها أبطال حقيقيون. نعم نحن أبطال الفيلم، ولكن هم الأصل، ولهم الحب والتقدير لما قدموه من بسالة جعلتهم فخراً للوطن.
انطلاقة حقيقية
وأكد عبد الله حيدر، الذي جسد دور المقدم محمد المزروعي، لـ «الاتحاد» أنه تشرف بالمشاركة في هذا العمل الضخم الذي سيكون الانطلاقة الحقيقية لوضع اللبنة الرئيسة لصناعة سينما حقيقية في الإمارات، وقال: خضت تجارب سينمائية عدة خلال مسيرتي الفنية، ولكني اليوم بطل في عمل حربي، يستعرض قضية إنسانية تسطر واحدة من أجمل معاني التضحية في الحياة.
وأوضح منصور الفيلي، الذي جسد شخصية العقيد جمال الخاطري، أن «الكمين» من أهم الإنتاجات المحلية الذي سيضاف إلى أرشيف السينما الإماراتية، وسيكون مرجعاً تاريخياً للأجيال الناشئة.
وقال: إنه توليفة غنية، من ممثلين وفنيين، ومخرج عالمي، وجهات إنتاجية محترفة أسهمت في تنفيذ هذا العمل الضخم، الذي بذل فيه الجميع جهداً كبيراً في التحضير والتصوير ليظهر بصورة تليق بالسينما الإماراتية.
400 شخص
«الكمين» استغرق 58 يوم تصوير، جمع بين فريق عمل محلي ودولي ضم نحو 400 شخص من 48 جنسية. فريق المركبات من المملكة المتحدة، فريق المؤثرات الخاصة من فرنسا، الفنيون من جنوب أفريقيا، وفريق مؤثرات الحركة والخدع البصرية من المغرب وفرنسا. وقادت اختبارات أداء الممثلين علويه ثاني، مخرجة إماراتية ومديرة المشروع في «إيمج نيشن»، وخاضت مع فريقها أكثر من 300 اختبار أداء في أقل من شهر.
موقع التصوير
صوّر «الكمين» في رأس الخيمة في موقع جبلي يحاكي موقع الحدث الرئيس في اليمن. تم بناء طريق يمتد نحو 7 كيلومترات بين معسكر القاعدة ومكان التصوير لتسهيل عملية التصوير ووصول المركبات المدرعة والأسلحة والمعدات الثقيلة.
الأبطال
الفيلم من إنتاج «إيمج نيشن» و«إيه جي سي ستوديوز»، إخراج الفرنسي العالمي بيير موريل، بالتعاون مع المنتج ديريك داوتشي، كتابة براندون بيرتيل وكورتيس بيرتل بالتعاون مع جنود القوات المسلحة الذين شاركوا في وقائع الكمين الحقيقية. بطولة مروان عبد الله صالح، خليفة الجاسم، محمد أحمد، عبدالله سعيد بن حيدر، سعيد الهرش، حسن يوسف البلوشي، خليفة البحري، غانم ناصر، منصور الفيلي، حسين سعيد سالم، عبدالله الراشدي، طلال البلوشي، عمر بن حيدر، إبراهيم المشرّخ، عبدالله المقبالي، سالم التميمي، محمد فيصل مصطفى، ميثاء محمد، يعقوب ثابت، سالم مصبح، خميس العيمي، سعود الكعبي ومهيرة عبدالعزيز.
أرقام
استُخدم خلال تصوير فيلم «الكمين» 122عربة نقل، 600 كيلوجرام متفجرات، 5 آلاف متر أسلاك تفجير، 9 آلاف كرة شرارة، 35 ألف طلقة ذخيرة فارغة، 20 ألف كرة غبار و830 عبوة دخان أسود.
