وجدت دراسة جديدة أن الباحثين يعتقدون أنهم اكتشفوا الجزء من الدماغ الذي يمكن أن يجعل الشخص مريضا عن طريق تخزين واسترجاع نوبات من أمراض سابقة.
وأظهرت النتائج، التي قادتها مجموعة من العلماء في معهد Technion الإسرائيلي للتكنولوجيا، أن القشرة المزمنة لدى الفئران الصحية سابقا، تسببت في ظهور الالتهاب.
ويحدث الالتهاب في أجزاء مختلفة من أجسامها، بما في ذلك القولون والبطن.
وأثناء حدوث الالتهاب المستحث، راقب الباحثون نشاط الخلايا العصبية، ورأوا "إعادة تنشيط كيميائي جيني" مشابه لما حدث عندما أصيبت الفئران بالتهاب سابقا.
وأحدث الباحثون التهابا في المناطق نفسها لدى الفئران، ولكن فقط عن طريق تنشيط الخلايا العصبية التي أثيرت أثناء الالتهاب الأصلي.
وكتب المعدون في الدراسة أن أدمغة الفئران تخزن وتسترجع "استجابات مناعية محددة، ما يوسع المفهوم الكلاسيكي للذاكرة المناعية إلى التمثيلات العصبية للمعلومات الالتهابية".
وقالت إحدى معدات الدراسة، أخصائية المناعة العصبية آسيا رولز، في مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل": "هذا يشير إلى أن الدماغ يخزن نوعا من التمثيل للحالات الالتهابية التي تعاني منها الفئران، ولديه طريقة للتسبب في الالتهاب نفسه''.
وفي حين أن هناك فجوة بين التجارب على الفئران وفهم البشر، فإن هذا يفتح مجالا جديدا للتحقيق في الأمراض النفسية الجسدية لدى البشر.
وكتب الباحثون في الدراسة: "إن الفهم المحدود للآليات الكامنة وراء مثل هذه الاضطرابات يعيق فعالية التدخلات السريرية المتاحة حاليا. وتكشف النتائج عن إمكانية تثبيط نشاط InsCtx كوسيلة لقمع الالتهاب المحيطي. وبالتالي، تضيف هذه الدراسة منظورا آخر لفهم هذه الحالات المرضية، ويفترض أنها وسيلة للتدخل العلاجي".
وقالت رولز: "فوجئت برؤية التأثير بوضوح شديد، حيث بدأ الالتهاب بعد وقت قصير من تنشيط الخلايا العصبية، على الرغم من عدم وجود مسببات مرضية أو محفزات جسدية أخرى".
ووفقا لعيادة "كليفلاند"، يُعتقد أن ما بين خمسة إلى سبعة بالمائة من السكان يتأثرون باضطراب الأعراض الجسدية.
وأضافت المنظمة أنه من غير الواضح السبب في هذا الوقت، ولكن، يُعتقد أن النساء يعانين من آلام جسدية أكثر بنحو 10 مرات من الرجال.
وإذا كان الدماغ، وخاصة القشرة المؤمنة، لديه القدرة على إحداث التهاب في أجزاء من جسم الشخص، فيمكن أن يلعب دورا في كبح الالتهاب بحسب «rt».
وقالت رولز: "في العديد من حالات الالتهاب، نستخدم عقاقير مثبطة للمناعة، والتي تساعد في الحد من وظيفة الجهاز المناعي. ولكنها تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بحالات أخرى بسبب دفاعاته المنخفضة. وإذا وجدنا أنه بالنسبة لمجموعة من الأمراض، يمكننا تقليل المدى الذي نحتاجه لخفض جهاز المناعة، وبدلا من ذلك قمع النشاط المسبب للالتهاب في الدماغ، فقد يكون هذا تقدما كبيرا".
ونشر البحث مؤخراً في المجلة العلمية Cell.