السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي الحمادي.. سفير الخط العربي

علي الحمادي.. سفير الخط العربي
5 نوفمبر 2021 00:45

خولة علي (دبي)

علي عبدالله الحمادي، شغوف بالخط العربي الذي تعلّق به منذ الصغر، حيث درس فنون الزخرفة الإسلامية والتذهيب وتقهير الورق. كرّس حياته لجمع المصاحف والمخطوطات وأدوات التخطيط الكلاسيكية من  دول عدة، ويمتلك اليوم نحو 40 مصحفاً نادراً، ونال لقب سفير الخط العربي لعام 2020. 
يعمل علي الحمادي محرِّراً للأخبار في الإدارة العامة للحرس الأميري، وبدأت رحلته مع الخط العربي منذ 20 عاماً، حيث كان يقلِّد الخطوط لكبار الخطاطين وعناوين الصحف، وكل ما يجذبه من أشكال هندسية. ويروي تجربته قائلاً: كنت في إحدى المكتبات، ووقع نظري على كتاب بعنوان «قواعد الخط الكوفي»، وما يحتويه من أشكال هندسية فبدأت بتقليدها، ولم أكن أعلم بأن الأمر سيقودني إلى تعلّم الخط الكوفي الفاطمي الذي أتقنه فيما بعد، وكنت حينها في المرحلة الإعدادية. وأنواع هذا الخط تُكتب باستخدام الأدوات الهندسية أكثر من القصبة، وفيما بعد التحقت بمركز الخط العربي ومازلت، حيث تدرّجت في تعلّم الخطوط كافة. 

كَتم النفس
تابع الحمادي: في البداية كان الإمساك بالقصبة مربكاً بالنسبة لي، ومع التدريب المتواصل بدأت أتأقلم معها، ثم تعلّقت بها لدرجة أنني أقتني كل أنواع القصبات المعروفة في الكتابة مثل الطومان، الدسفولي، الاًبنوس، البيلي، الهندام والجاوى. 
وذكر أن لكل قصبة إحساسها الخاص وطقوسها في الكتابة وصريرها على الورق أشبه بالموسيقى، كما أن الإمساك بها يختلف عن القلم. وأوضح أنه يجب على الخطاط أن يكتم نفَسَه عند كتابة بعض الحروف، لأن التنفّس يتسبّب أحياناً بالخطأ في كتابة الحرف، ولا يشعر بإحساس الكتابة بالقصبة إلّا المتمرِّس، حيث ينسجم النفس مع النظر والتركيز مع حركة اليد في تشكيل العبارة.

أمد بعيد
وعن جماليات الخط العربي استدل الحمادي بمقولة للفنان بيكاسو مفادها أن أقصى نقطة أراد الوصول إليها في فن الرسم، وجد أن الخط العربي قد وصل إليها منذ أمد بعيد. وهذا يدل على أن جمال الخط العربي لا حدود له، وهو من الفنون التي لا تحتاج إلى تكلفة مادية، وتكفيه قطعة من الخشب وحبر وورق. ويتميّز الخط العربي بأنه فن عربي إسلامي قديم جداً ومتوارث وصل إلى قمة الجمال.
وشرح الحمادي أن الخط العربي ينقسم إلى قسمين، خطوط تخدم الجانب الرسمي في حياتنا، مثل النسخ والرقعة، وخطوط أخرى تخدم الجانب الفني والجمالي مثل الجلي والديواني والثلث والكوفي، التي يمكن تطويعها وتشكيلها مع الحفاظ على أصالتها وقوانينها. وقال: نجد أحياناً خطاطين لهم القدرة على تطويع الحرف العربي، وكأنهم يرسمون حصاناً أو صقراً، والخط العربي يرتبط دائماً بالزخرفة الإسلامية، وكذلك فنون التذهيب وتقهير الورق. وأشار الحمادي إلى ظهور مجموعة خطوط حديثة مشتقّة من الأصيلة، تُستخدم في تصميم الشعارات للمؤسسات والمشغولات الذهبية عند النساء، وكذلك في الأثاث والديكور.

70 ورشة
قدّم الحمادي  مبادرات مجتمعية عدة في نشر ثقافة الخط العربي في المدارس ورياض الأطفال، وأكثر من 70 ورشة و10 مشاريع تخرّج لطلبة الجامعات. كما قدّم مجموعة ورش عن الخط العربي لكبار المواطنين، بالتعاون مع إدارة الخدمات الاجتماعية، وكذلك للمؤسسة الإصلاحية والعقابية بالتعاون مع الهلال الأحمر، وأكثر من 15 محاضرة وندوة في عدة جامعات بالدولة.

100 معرض
شارك الحمادي على مدى 15 سنة في أكثر من 100 معرض على مستوى الدولة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية، منها مهرجان الفنون الإسلامية، ملتقى الشارقة للخط العربي، مهرجان المخطوطات في جزيرة السعديات ومعارض مداد الوطن وسواها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©