محمد نجيم (الرباط)
توثِّق الشعوب تراثها وثقافتها من خلال بناء المتاحف ومدها بتحف نادرة تعكس حضارتها. وقد أثرى المغرب رصيده بالعديد من المتاحف، ومن بينها متحف حضارة الماء في مدينة مراكش، الذي يجعل الزائر يقف منبهراً أمام ما يقدمه. ويصنّف هذا المتحف ضمن المتاحف العالمية في هذا المجال.
والمتحف الذي شُيِّد على أرض شاسعة بمساحة 20 ألف متر مربع، يعطي للزائر لمحة عن كل الأدوات التي استعملها المغاربة لاستخراج الماء وحفظه. وفيه نماذج من السواقي والنوافير والرحي والنواعير الخشبية القديمة التي كانت تُستعمل في استخراج الماء وتوزيعه على الحقول والبيوت، في مدن وقرى مغربية قديمة جداً.
كما يمكن أيضاً للزائر أن يتأمل فيه بإعجاب نماذج من ناعورة فاس ومطاحن حجرية تدور بقوة الماء، والتي كانت تتواجد على ضفاف بعض الأودية في المغرب.
ويقدم المتحف بعض المخطوطات والوثائق القديمة ذات القيمة التراثية العالية التي تم جمعها من مدن وقرى المغرب. وتشمل مختلف التقنيات القديمة المرتبطة بالماء وتدبيره وقوانين توزيعه بين سكان القرى لري الحقول بالتساوي، في مدن لها مكانتها التاريخية، وهي فاس ومراكش وتطوان. ويعرض المتحف لبعض العادات والتقاليد المرتبطة بالماء والتي يمارسها المغاربة في الأعياد.
وقال علي أمعاشر أستاذ التاريخ في مدينة مراكش: متحف حضارة الماء من المتاحف النادرة والمصنفة عالمياً، وهو يقدم للزائر نظرة موسعة على تاريخ الماء في المغرب، ويقدم كل ما يفيد الطالب والسائح ويجعله منبهراً أمام تلك السواقي والنواعير.
وقالت نجاة الطاهيري: رافقت ابنتي لتتعرف على هذا المتحف لما له من قيمة مهمة في تاريخ البلاد. وهو يقدم بشكل مبسط تراث المغرب وحضارته الضاربة في القدم، كما أنه يضم الجناح التربوي الذي يفيد الطالب والباحث ويمنحه ما يلزم من معلومات حول الماء وتاريخه في المغرب.