عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
يمتلك الفنان المصري أحمد السقا مشواراً فنياً طويلاً صنع خلاله بصمة مميّزة، ليصبح في العقدين الماضيين نجم الأكشن الأوّل بِلا منافس، مع نجاحه في تقديم كل الألوان الفنية. ولم تقتصر نجوميته على السينما، وكان للتلفزيون والمسرح نصيب من مسيرته التي نال عنها قبل أيام جائزة الإنجاز الابداعي من مهرجان الجونة في دورته الخامسة، تقديراً لمشواره الفني المتميِّز.
وفي حوار خاص مع «الاتحاد»، فتح أحمد السقا ملفاته القديمة والجديدة وتحدث عن أشخاص ومحطات في حياته، واستهل حديثه بالقول: تكريمي في مهرجان الجونة السينمائي أسعدني وأعتبره تشريفاً لي، وشعرت بأن العدّاد بدأ يعد من الأوّل، وكأنني تخرجت أمس، فالتكريم لحظة مفصلية تضعني أمام مسؤولية كبيرة. وذكر أنه لا ينسى نجوم التمثيل الذين أثّروا في مسيرته وعلّموه وألهموه، وأنه ممتن جداً لهم ولعائلته وجمهوره، على الحب والدعم.
الغياب عن السينما
وأوضح أحمد السقا أن غيابه عن السينما خلال المرحلة الماضية كان بسبب ظروف «كورونا»، وأن لديه 3 أفلام في العلب تم إنفاق الكثير عليها، ولا يمكن المغامرة بطرحها في أي توقيت. الفيلم الأوّل هو «العنكبوت»، الذي من المقرّر أن يُطرح الموسم المقبل، ويتمحور حول مافيا تجارة المخدرات في قالب من الأكشن والرومانسية، يشاركه البطولة منى زكى، ظافر العابدين، يسرا اللوزي، أحمد فؤاد سليم وزكي فطين عبدالوهاب، من إخراج أحمد نادر جلال وتأليف محمد ناير. والفيلم الثاني «السرب»، قيد التصوير ويتناول قضية وطنية مهمة، ويحمل الكثير من الرسائل غير المباشرة بمستوى عال من الحرفية. ويواصل التحضير للفيلم الثالث مع المخرج أحمد نادر جلال، ليبدأ تصويره بعد الانتهاء من «السرب».
ويخوض السقا المنافسة الرمضانية المقبلة بمسلسل «الاختيار 3» مع كريم عبدالعزيز وأحمد عز، وهو سعيد بهذا التعاون وبفكرة البطولة الجماعية لتقديم أعمال قوية ومهمة، ومنذ بداياته كان حريصاً على عدم العمل المنفرد، وإنما مع فنانين مميزين، معتبراً أن في ذلك بريقاً ينعكس على الجميع.
العودة إلى المسرح
وتحدث أحمد السقا عن أسباب ابتعاده عن المسرح، قائلاً: أنا خرّيج معهد فنون مسرحية وتدرّبت في مسرح العرائس لفترة طويلة، ولا مانع لدي من تقديم عمل مسرحي، لكن بشرط أن يضيف إلى مشواري الفني، مضيفاً أنه التقى بالصدفة بالفنان محمد صبحي، وقال له جملة أعجبته جداً: اشتغل مسرح وخليك مؤدَّب وخليني أخرج لك المسرحية. تابع السقا: ضحكت من قلبي وأجبته: إنه لشرف كبير العمل معك، فأنا عاشق للمسرح وأتابع أيضاً كلاً من أشرف زكي وجلال الشرقاوي.
العمل مع الكبار
وقال السقا: أؤمن بتوفيق الله، وأنه على الإنسان أن يجتهد في الحياة، وكانت هناك ظروف مهيّأة لجيلي من الفنانين، حيث نجحنا في استثمار الفرصة، وأعتبر الفنان محمد هنيدي رأس السهم الذي عبر خلفه جيل كامل إلى وجدان الجمهور. أضاف: أعترف أنني على المستوي الشخصي، محظوظ بتقديم تجارب مهمة مع نجوم كبار تعلّمت منهم الكثير واقتربت منهم إنسانياً وفنياً، بينهم النجم الذهبي محمود ياسين الذي التقيت به في فيلم «الجزيرة»، وتعلّمت منه أهم درس في حياتي، وهو الانضباط وضرورة التواجد قبل موعد الكاميرا بوقت كاف للاندماج في المكان وعيش التفاصيل. وعملت كذلك مع النجم العبقري محمود عبدالعزيز في فيلم «إبراهيم الأبيض»، وهو من الأصل سبب تعلّقي بالسينما، منذ شاهدت فيلمه «سيداتي آنساتي» للمخرج رأفت الميهي، وكانت تجربة العمل معه ممتعة ليس لخفّة دمه وحسب، وإنما لبساطة أدائه الفطري. وكانت لي فرصة الوقوف أمام النجم نور الشريف، الذي أعتبره والدي الروحي، وقد استفدت منه كثيراً في المهنة والحياة، فهو مثقف وواع، وكذلك النجم يحيى الفخراني، الذي يُعد مدرسة في السهل الممتنع بالأداء. أما النجم أحمد زكي فهو بالنسبة لي وللملايين موهبة لن تتكرَّر، ويكفي أن نشاهده كيف كان يدخل في الشخصيات التي يقدمها ويتماهى معها.
وعن المخرجين الذين يرتاح في العمل معهم قال السقا: أحترم وأقدِّر كل المخرجين الذين تعاملت معهم، ومعظمهم أضاف لي، لكن «كيميا» خاصة تجمعني بشريف عرفة وأحمد نادر جلال وطارق العريان، إضافة إلى أندرو ماكنزي مخرج الأكشن الخاص بي، الذي يعلم من نظرة عيني ما الذي أستطيع القيام به وما الذي لا أستطيع.
الأب والابن
وتحدّث أحمد السقا عن ابنه ياسين، الذي اقتحم المجال الفني حديثاً، قائلاً: أشعر بالفرح لدخوله المجال، وأقسم بالله أنني لم أتدخّل في أي قرار اتخذه، ولم أجبره على شيء، فهو من البداية اختار أن يدرس التصوير والإخراج والتمثيل. وعن والده صلاح السقا، قال: هو صاحب الفضل بعد الله، عزّ وجلّ في كل شيء جميل بحياتي، فقد تعلّمت منه أشياء كثيرة وأهمها التحلّي بالصبر والتسامح، من دون أن أعود مقهوراً أو مكسور النفس، ولا أبالغ إذا قلت إن رحيل والدي قسمني نصفين، ومهما تحدّثت عنه لن أوفيه قدره.
طريق الأكشن
قال السقا: لم أختر طريق الأكشن، وقدمت في بداياتي أفلاماً تتنوّع بين الكوميديا والرومانسية والتشويق، مثل «حرب إيطاليا»، «عن العشق والهوى»، «تيمور وشفيقة» و«من 30 سنة»، لكنني اكتشفت أن الجمهور يفضلني في أفلام الحركة، وأدركت أن هذا النوع من الأدوار لن أتمكّن من تقديمها إلّا في مرحلة عمرية محدّدة، لذلك أكملت بها.
