خولة علي (دبي)
أحمد الزرعوني فنان فوتوغرافي، وجد في التصوير وسيلة للانطلاق من زوايا مختلفة من العالم، باحثاً عن كل ما يثير الدهشة ليصنع من اللحظة قصة وحكاية تدور أحداثها في تفاصيل حياة الشعوب، وما فيها من تفرّد وخصوصية وغرابة. وتتجلى في عدسته، الإنسانية الحاضرة في علاقة الشعوب بمحيطها ومع الزوار، حيث تنعكس مشاعر الود والمحبة والابتسامة الصادقة.
نقطة تحوّل
بداية الزرعوني مع الكاميرا نشأت منذ الصغر، حيث وثّق الكثير من الذكريات والمناسبات التي مرت عليه، مع رغبته الدائمة في البحث عما يمكن أن يتحول إلى عمل فني متميز يدخل في كادر الصورة ويترك أثراً في نفس كل مشاهد. وكانت سنة 2013 بالنسبة له نقطة تحوّل عندما شارك في رحلة تصوير إلى فيتنام مع مجموعة من المصورين ليضع نفسه على مسار عالم التصوير.
ثقافة مجتمع
وحول مجالات التصوير التي يميل لها، ذكر الزرعوني أن تصوير حياة الشعوب والشارع من المواضيع الممتعة والملهمة، التي يسجل المصور من خلالها ثقافة مجتمع ما، عبر سلوكيات تُمارس في الحياة اليومية، مشيراً إلى أنه بذلك يمكن التعرف إلى ما تتمتع به هذه الشعوب من عادات وطقوس. وقال: الصورة تحاكي الواقع في حياة الناس، وهنالك صورٌ تُخلد في الذاكرة مع القصص المصاحبة لها ما يجعلها أكثر من مجرد صورة.
تحضير ومهارة
وأضاف: قد يعتقد البعض أن هذا النمط من التصوير سهل، ولكنه في الواقع يُعد من أصعب مجالات التصوير وأكثرها متعة، ويتطلب جهداً كبيراً في التحضير ومهارة عالية في التواصل اللغوي والبصري، بالإضافة إلى آداب التعامل مع الناس وفهم نفسياتهم، والتحلي بالأخلاقيات حتى لا يقع المصوِّر في المحظور. وأوضح أن عدم الإلمام بالثقافة السائدة في المجتمعات ومعرفة قوانين شعبها ومدى تفاعله مع التصوير، قد يوقع المصوِّر في مشاكل كثيرة، لافتاً إلى أنه قد تعرَّض سابقاً لبعض المواقف التي نقشت في ذاكرته، منها ما تسبب له بالإحراج من ردة فعل الأشخاص أثناء التصوير.
حياة الشارع
وذكر الزرعوني أنه دائماً ما يميل إلى تصوير المواضيع التي تحمل نبضاً مميزاً، وهذا لا ينفي اهتمامه ببقية المواضيع ولا يقلِّل من قيمة أي نوع آخر من التصوير، مشيراً إلى أنه يستمتع في تحدي نفسه دائماً بأفكار جديدة. ورغبته في تصوير حياة الشارع وما تدور فيه من قصص جعلته يشد الرحال إلى عدد من الدول.
القطبان
يجد المصوِّر أحمد الزرعوني أن أفضل الوجهات التي زارها للتصوير بالرغم مما واجهه من تحدّيات، هي الدول الأوروبية والهند وتركيا. ويطمح في المستقبل إلى تصوير الحياة في أميركا اللاتينية والقطبين الشمالي والجنوبي.
ألبوم
من أبرز الدول التي زارها الزرعوني وخرج منها بألبوم صور يضيء على عادات الشّعوب، فيتنام، مصر، المغرب، كينيا، الصين واليابان.