أحمد مراد (القاهرة)
منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكّل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحول المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
في مطلع القرن العشرين، وبالتحديد في عام 1900، استضافت العاصمة الفرنسية «باريس» دورة جديدة من دورات معرض إكسبو الدولي، حملت شعارات متعددة، منها: «الاحتفال بإنجازات القرن المنتهي»، و«تسريع عملية التطور والتحديث في القرن الجديد»، و«فتح الباب أمام استشراف مستقبل البشرية في القرن الجديد».
وأُقيم معرض إكسبو باريس 1900 خلال الفترة من 14 أبريل وحتى 12 نوفمبر، وامتد موقعه على طول ضفتي نهر السين اليسرى واليمنى من برج إيفل وشامب دي مارس إلى إسبلاناد ليه إنفاليد، بمساحة قُدرت بـ 112 هكتاراً، وأُضيف للموقع قسم جديد بمساحة 104 هكتارات للمعارض الزراعية وبعض الهياكل الآخرى في منطقة بوا دي فينسين»، وبذلك بلغت المساحة الإجمالية لموقع المعرض 216 هكتاراً.
وخلال معرض إكسبو باريس 1900 عُرضت عشرات الاختراعات والابتكارات أمام ما يقارب 50 مليون زائر استقبلهم المعرض على مدى 6 أشهر، وكان أبرزها السيارة الكهربائية. وكان المخترعان، لودفيغ لونر وفرديناند بورش، قد عرضا خلال معرض إكسبو باريس 1900 أول سيارة كهربائية في التاريخ، وعُرفت بـاسم سيارة «لونر-بورش» الكهربائية التي خرجت عن التصميم المألوف للعربة الخشبية المعروفة بـ ( Egger-Lohner Model C.2 Phaeton)، وهي أول سيارة كهربائية لشركة بورش منذ عام 1898. وبلغ وزن سيارة «لونر-بورش» الكهربائية نحو طنين، وتضمنت محركات كهربائية تعمل ببطاريات متصلة بعجلاتها الأمامية، وبلغت سرعتها القصوى 37 كيلومتراً في الساعة، وكانت تعمل لمدة 20 دقيقة في كل مرة، وقد فازت بالجائزة الأولى ضمن فعاليات معرض «إكسبو باريس 1900». وفي فترة لاحقة من نفس العام قام بورش بدمج محرك احتراق داخلي بهدف زيادة نطاق قيادة السيارة لتكون أول سيارة هجينة في العالم عُرفت باسم «Semper Vivus».