عدد اليوم
تامر عبد الحميد، محمد قناوي (أبوظبي، القاهرة)
مع تعدد التطبيقات والمنصات الرقمية، اتجه صناع الدراما التلفزيونية لعملية الإنتاجات الخاصة بالمنصات الرقمية، لتنفيذ مسلسلات قصيرة لا تتعدى الـ10 حلقات، وذلك بعد الحضور الكبير لهذه النوعية من الأعمال التي نالت إقبالاً كبيراً من المشاهدين، وأصبحت تهيمن على سوق الدراما العربية، نظراً لاعتمادها على جرأة الطرح، ومحتواها المختلف ومضمونها المميز واستعراضها للعديد من القضايا والقصص المتنوعة ما بين «الأكشن» والكوميدي والرومانسي والرعب.
وقد تواجدت المسلسلات القصيرة على المنصات الرقمية وكونت قاعدة جماهيرية كبيرة، ومن أبرزها «المنصة» و«رشاش» و«شقة 6» و«ليه لأ» و«مدرسة الروابي» و«الجدار الرابع» و«وساوس» و«اختطاف»، ومع هذا النجاح الذي حققته تلك الأعمال، استقطبت نخبة من النجوم الذين أعلنوا مؤخراً عن تصوير أعمالهم الجديدة عبر المنصات، ومنهم ليلى علوي وياسر جلال وأمير كرارة وهند صبري وأحمد فهمي، الأمر الذي يتطلب الكثير من التغيير في الكتابة والإخراج بالنسبة لصنّاع الدراما.
انتشار أوسع
وأكد بعض الممثلين وصناع دراما أنه رغم أن مسلسلات المنصات الرقمية أصبحت من العناصر الترفيهية الأساسية التي يعتمد عليها المشاهد، إلا أنها ستظل تكاملية مع شاشة التلفزيون التي تصب في خدمة المشاهد من الناحية الترفيهية، ومن الصعب أن تسحب البساط من دراما الشاشة الفضية، التي تعتمد على الـ30 حلقة، في مواسم مختلفة، أهمها رمضان.
منافسة شرسة
وأوضح المنتج والممثل الإماراتي أحمد الجسمي الذي يشارك في بطولة مسلسل «المنصة»، أن المسلسلات القصيرة التي تعرض عبر المنصات الرقمية أحدثت طفرة كبيرة، وأصبحت هناك منافسة شرسة تصب في مصلحة المشاهد، لافتاً إلى أن هذا التحول الذي خاضه في بادئ الأمر صناع المسلسلات الأميركية والإسبانية والتركية، يستوجب على صناع الدراما العربية مواكبة هذا التطور، خصوصاً مع المتغيرات الهائلة التي شهدها الواقع المعاصر وتأثره بمحيطه الإقليمي والدولي، والتطور المتسارع في تقنيات ومنصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن كل هذا كان وراء ظهور الرغبة الملحة في إيجاد شكل جديد من أشكال التعبير خارج القوالب الفنية والدرامية المتعارف عليها، ولاسيما أن القصص التي ترويها وتنتجها المنصات الرقمية تتميز بسقفٍ عالٍ من الجرأة في الطرح والتناول، وكذلك يتميز المحتوى المعروض في هذه المنصات بقربه من الواقع.
«الديب»
وأعلن ياسر جلال مؤخراً عن تصويره مسلسلاً قصيراً بعنوان «الديب» من إخراج أحمد نادر جلال، ومن تأليف الكاتب عمر عبدالحليم، وهو مكون من 8 حلقات، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية، وأنه سيظهر خلال عمل ينتمي إلى نوعية أعمال الخيال العلمي والإثارة، وقال: ما جذبني إليه أنني وجدته، من الأعمال الفنية المليئة بعناصر الإبهار والتشويق التي تخطف اهتمام المشاهدين، سواء من حيث الكتابة أو الإخراج، مشيراً إلى أنه لن يستعين بـ«دوبلير» في مشاهد الأكشن حرصاً على المصداقية.
أما الممثلة هند صبري فتخوض التجربة بمسلسل «البحث عن علا»، المكون من 8 حلقات، ويشارك في بطولته سوسن بدر، وهاني عادل، ومن تأليف غادة عبدالعال، وأكدت أن العمل ليس جزءاً ثانياً من مسلسل «عايزة أتجوز»، ولكن استعانت فقط بشخصيتها، وقالت: الفرق بينهما في العملين أننا سنرى تطور الشخصية بعد مرور 10 سنوات عليها، من خلال التغييرات التي طرأت على المجتمع.
توجه عالمي
وقال المخرج والمنتج والكاتب الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري: علينا كمنتجين أن نواكب العصر والتطور الذي نعيش فيه، بتنفيذ المسلسلات القصيرة مكثفة الأحداث، متنوعة الحكايات، خصوصاً أنه أصبح لها سوق جماهيري كبير، وتبعد كل البعد عن جمهور الأعمال الدرامية التلفزيونية المعتادة الـ30 حلقة، والتي تعرض معظمها في الموسم الدرامي الرمضاني، كما أن هذا الأمر سيسهم في إيجاد مواسم جديدة، ولفت إلى أن ذلك صار توجهاً خصوصاً أن المنصات الرقمية تسهم في انتشار العمل العربي عالمياً، وهذا ما دفعه لخوض المغامرة بمسلسل «المنصة» لتقديم أعمال بهوية محلية خليجية عربية، تنفذ بأعلى مستوى فني، من ناحية التصوير والإخراج والإنتاج الضخم، لكي تكون بمثابة المنافس القوي لمسلسلات المنصات الرقمية العالمية والعربية والأخرى.
مضمون جريء
الممثل والمنتج الإماراتي حبيب غلوم قال: مواكبة المتغيرات التي تطرأ على صناعة الدراما التلفزيونية أمر مطلوب، وفي الواقع لقد حققت المسلسلات القصيرة الخليجية والعربية التي عرضت في الآونة الأخيرة رواجاً ولقيت اهتماماً كبيراً نظراً لما قدمته من محتوى مختلف ومضمون مميز، وقد أثرت وبشكل كبير على المشاهد العربي وتصدرت المشهد الدرامي، ومن هنا أتت أهمية هذه النوعية من الأعمال للمشاهد وصناع الدراما معاً.
إيقاع سريع
الممثل أحمد وفيق الذي يشارك كندة علوش وإنجي المقدم في مسلسل ذي حلقات قصيرة بعنوان «الستات بتعرف تقتل»، يرى أن هناك فئات عدة من الجمهور تميل لمشاهدة المسلسلات القصيرة، حيث الإيقاع السريع والتركيز العالي على الأحداث، والسرعة في المشاهد، كما أن تصويرها يشبه الفيلم السينمائي.
الزيارة
وبدأت الممثلة دينا الشربيني تصوير مسلسل «الزيارة»، المكون من 8 حلقات، ويدور في قالب من الرعب والتشويق، ويشارك في بطولته تقلا شمعون، وكارول عبود، وإيلي متري، وعبدو شاهين، وهو من تأليف ورشة سرد تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، وإخراج أدولفو مارتينيز، وتدور أحداث العمل حول شخصية «إنصاف» التي تصل من القاهرة إلى بيروت، في زيارة غير متوقعة لأحد المنازل، والهدف من هذه الزيارة إزالة لعنة عائلة حداد والتخلّص من الشر المسيطر عليهم، ومنذ لحظة وصولها تقع أحداث مليئة بمفاجآت مرعبة، لتكتشف إنصاف لاحقاً أن اللعنة ذاتها هي التي أفقدتها عائلتها. كما يستعد الفنان أحمد فهمي لخوض تجربة المسلسلات القصيرة من خلال مسلسل «السفاح»، الذي تدور أحداثه في إطار 8 حلقات، مستوحاة من قصة حقيقية تدور حول «سفاح» أثارت قضيته ضجة.
«60 دقيقة»
يعرض للممثلة ياسمين رئيس مسلسل «60 دقيقة» المكون من 9 حلقات، ويشارك في بطولته سوسن بدر، وشيرين رضا، وصبري فواز، وهو مقتبس من قصة حقيقية تم تطويرها درامياً، حيث تدور أحداثه في إطار تشويقي خلال حقبتين مختلفتين حول طبيب نفسي وزوجته ياسمين رئيس، حيث يقع حادث يغير الحياة الزوجية المستقرة بينهما، وهو من تأليف محمد هشام عبية، وإخراج مريم الأحمدي.
«منورة بأهلها»
تخوض ليلى علوي تجربة دراما المسلسلات القصيرة لأول مرة، حيث بدأت تصوير مشاهد مسلسلها الجديد «منورة بأهلها»، مع المخرج يسري نصر الله، وهو من تأليف محمد أمين راضي، ويشارك في بطولته كل من أحمد السعدني وعباس أبو الحسن وناهد السباعي، وذلك لعرضه قريباً على إحدى المنصات الرقمية.
حرب طروادة
يقدم أمير كرارة التجربة للمرة الأولى في المسلسلات القصيرة عبر المنصات الرقمية، من خلال مسلسل «عمر الناجي - حرب طروادة»، ويشاركه البطولة اللبنانية نور، وهو من تأليف وإخراج بيتر ميمي، ويشارك في بطولته عباس أبو الحسن، وكريم محمود عبدالعزيز، ودارين حداد، وتدور أحداث المسلسل في إطار ملحمي حربي عن بطولة شعبية.
مذكرات عشماوي»
يلعب مصطفى شعبان بطولة حلقة واحدة من مسلسل بعنوان «مذكرات عشماوي»، المقرر بدء تصويره خلال الفترة المقبلة، وهو تأليف حميد المدني وإخراج خالد مرعي، وهو عبارة عن حلقات منفصلة، يقوم ببطولتها 8 فنانين، كل منهم بطل حلقة، وأحداثه مستوحاة من قصص حقيقية.
