نيويورك (الاتحاد)
ترى.. هل سمع أحد من قبل عن متلازمة «المرأة البيضاء المختفية». غريب الاسم، أليس كذلك؟!. صك هذا المصطلح الإعلامية السمراء جوين إيفيل التي استطاعت أن تتجاوز كل التحديات كصحفية أميركية من أصول أفريقية داخل أوساط «الميديا» في واشنطن قبل نحو عقدين.
عاد هذا المصطلح للظهور مرة أخرى في الساحة الإعلامية الأميركية مع الاهتمام الكاسح بقضية اختفاء المدونة الشابة جابرييل بيتيتو - 22 عاماً.
كانت الشابة الصغيرة، وهي مدونة نشطة على «يوتيوب» و«إنستغرام»، قد بدأت مع خطيبها بريان لوندري - 23 عاماً، رحلة عبر الولايات الأميركية في يوليو الماضي.
وفي أغسطس اختفت بتيتو تماماً، وعاد خطيبها بمفرده، ثم اختفى بدوره هو الآخر، وصارت الشكوك تحوم حوله، خاصة بعد العثور على رفاتها.
هذه القضية التي قد تبدو حادثاً عادياً للبعض يتكرر مثله كثير في شتى أنحاء العالم، ركزت «الميديا» الأميركية، صحف ومحطات تلفزيون ومواقع إلكترونية، على تغطيتها بكل تفاصيلها حتى على صدر الصفحات الأولى، وفي مقدمة نشرات الأخبار.
وقد ظهرت ثلاث مرات على الصفحة الأولى لجريدة نيويورك بوست خلال أقل من أسبوع واحد، كما أن صحيفة بحجم نيويورك تايمز نشرت مستجدات قضيتها كأخبار عاجلة على موقعها، بل وبثت تغطية حية للتطورات، ودأبت على إرسال تنبيهات بشأنها للمشتركين. وكان هناك أيضاً بث مباشر على مواقع «نيوزويك» و«اندبندنت» البريطانية، كما سلطت محطات «الكيبل» الإخبارية الضوء بكثافة على القضية، وتصدرت القضية اهتمام مواقع قناة «فوكس نيوز» و«واشنطن بوست» و«يو إس توداي» و«بازفيد» و«ايه بي سي نيوز» و«سي بي اس نيوز» و«سي إن إن» و«إن بي سي نيوز».
كل ذلك جعل جوي ريد المذيعة الأميركية السمراء الشهيرة تشير قبل أيام في إحدى حلقات برنامجها التلفزيوني إلى «متلازمة المرأة البيضاء المختفية» خلال استضافتها لينيت جراي بول وديريكا ويلسون الناشطتين في مجال البحث والدفاع عن حقوق ومصير الأميركيات الملونات المختفيات والأطفال والنساء من السكان الأصليين.
قالت الضيفتان، إن الاهتمام الإعلامي الكاسح بمتابعة تفاصيل وتطورات اختفاء بتيتو ليس له مثيل عندما تكون المرأة المختفية غير بيضاء. وقالوا أيضاً، إن هناك المئات من النساء المختفيات من الأميركيين الملونين، ولا أحد يهتم بهن إطلاقاً في الإعلام فقط لأنهن لسن من البيض.
وقالت ريد على الهواء «تستحق عائلة بتيتو بالتأكيد إجابات بشأن مصيرها وتحقيق العدالة، لكن حجم الاهتمام الكثيف في عموم البلاد بهذه القصة يجعل كثيرين يتساءلون لماذا لا يوجد اهتمام مماثل عندما يختفي أحد من أصحاب البشرة الملونة؟».
وقد ردت المتحدثة باسم صحيفة نيويورك بوست في بيان قائلة «أي قصة من هذا النوع تستقطب اهتمام المجتمع والقراء… مثل هذه القصة تستحق أن توضع على الصفحة الأولى». بينما امتنعت «نيويورك تايمز» عن التعليق. ليبقى التساؤل المحرج معلقا في الهواء، بلا إجابة مقنعة ترفع الحرج والعتب.