أحمد مراد (القاهرة)
قبل الوصول إلى كرسي الرئاسة، والعيش في القصور، والسير في المواكب الفخمة، والاستمتاع بالأضواء والشهرة، وحياة الصخب السياسي والإعلامي، قضى بعض الرؤساء سنوات طويلة في الكفاح والعمل الشاق في وظائف ومهن بسيطة، قبل الوصول إلى قمة السلطة.
مادورو.. سائق حافلة
تولى نيكولاس مادورو، الرئيس الفنزويلي السادس والأربعون، المنصب منذ الرابع عشر من أبريل عام 2013، وكان شغل قبل ذلك منصب وزير الخارجية منذ عام 2006. ومادورو المولود في الثالث والعشرين من نوفمبر عام 1962، بدأ حياته العملية كسائق حافلة بالتزامن مع عمله النقابي غير الرسمي في مترو العاصمة «كاراكاس» خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وحينها كان العمل النقابي في المترو محظوراً.
وعبر عمله النقابي مارس نشاطاً سياسياً بارزاً من أجل الإفراج عن الناشط السياسي المعتقل، هوغو تشافيز، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للبلاد، وفي تلك الفترة كان مادورو أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة، واُنتخب عضواً في مجلس النواب سنة 1998، وتدرج في العمل السياسي حتى عُين وزيراً للخارجية، وبعدها رئيساً للجمهورية، خلفاً للرئيس، هوغو تشافيز، الذي توفي متأثراً بمرض السرطان.
محمدوف.. طبيب أسنان
بعد وفاة رئيس دولة تركمانستان، صابر مراد نيازوف، في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 2006، أصبح طبيب الأسنان، قربانقلي بردي محمدوف، قائم بأعمال الرئيس، وفي الرابع عشر من فبراير عام 2007، أنتخب محمدوف رئيساً للبلاد، وفي الانتخابات الرئاسية الثانية التي أجريت في عام 2012، أعيد انتخاب محمدوف رئيساً للبلاد لفترة رئاسية جديدة.
وكان قربانقلي بردي محمدوف تخرج في معهد الدولة التركمانية الطبية في عام 1979، وتخصص في طب الأسنان، وقبل توليه الرئاسة كان ضمن الطاقم الطبي الشخصي للرئيس السابق صابر مراد نيازوف.
رامافوزا.. كاتب محاماة
ولد ماتاميلا سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، في 17 نوفمبر عام 1952، ويشغل منصب الرئيس منذ العام 2018، وفي بدايات حياته العملية عمل في عدة وظائف بسيطة، أبرزها كاتب قانوني في مكتب محاماة في جوهانسبرغ، واستمر في دراساته القانونية عن طريق مراسلة جامعة جنوب أفريقيا، حتى حصل على شهادة البكالوريوس في عام 1981، بعدها انضم إلى مجلس نقابات جنوب أفريقيا كمستشار في القسم القانوني، وساهم في إنشاء نقابة لعمال المناجم، وخلالها مارس نشاطاً سياسياً بارزاً حتى اعتلى كرسي الرئاسة.
هوفر.. عامل مصبغة
هربرت كلارك هوفر، الرئيس 31 للولايات المتحدة الأميركية في الفترة (1929- 1933)عُرف بالطموح منذ صغره، ونشأ معتمداً على نفسه، وفي هذا الشأن قال ذات مرة: «طموح صباي جعلني قادراً على كسب عيشي بنفسي من دون مساعدة من أي أحد». وفي سن الثالثة عشرة من عمره، عمل هوفر في مكتب خاله العقاري، كما عمل في عدة أعمال متواضعة، منها عامل في مصبغة، وموزع جرائد، وعامل مكتب، وبعد تخرجه من الجامعة عمل مهندس مناجم، وتنقل بين المواقع والوظائف حتى عُين وزيراً للتجارة.
فورد.. حارس حديقة
عمل جيرالد فورد، الرئيس 38 للولايات المتحدة الأميركية (1974 و1977)، والذي شغل قبل الوصول إلى الرئاسة منصب نائب الرئيس، وخدم لمدة 25 عاماً كنائب في الكونغرس عن ولاية ميشيغان، في بداياته الأولى، كحارس حديقة في منتزه «ييلوستون» الوطني، ووصف فترة عمله في تلك الوظيفة بأنها واحدة من أفضل الفترات التي قضاها في حياته. وكان من بين مهام الوظيفة العمل كحارس مسلح على الشاحنة المخصصة لتقديم الطعام للدببة في الحديقة.
جونسون.. حارس عقار
شغل ليندون بينز جونسون منصب الرئيس 36 للولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة بين عامي 1963 و1969، وكان واحداً من الرؤساء الذين عملوا في مهن بسيطة في بدايات حياتهم، حيث عمل خلال إحدى مراحل حياته جامعاً للقمامة، ثم ماسحاً للأحذية، وعامل مصعد، وحارس عقار، وعاملاً في مطبعة، وغاسل صحون، وعامل بناء.
أما عمله السياسي، فبدأ كمساعد في الكونغرس قبل فوزه في انتخابات مجلس النواب عام 1937، وفاز في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1948، وأصبح قائد الأغلبية في مجلس الشيوخ في العام 1955.
ماكرون.. مفتش مالي
يشغل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منصب رئيس الجمهورية الفرنسية منذ الرابع عشر من مايو 2017. وكان ماكرون المولود في 21 ديسمبر من عام 1977، درس الفلسفة في جامعة غرب باريس «نانتير لاديفونس»، وأكمل شهادة الماجيستير في الشؤون العامة من معهد الدراسات السياسية بباريس، وبعدها تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في العام 2004.
وعمل ماكرون قبل التحاقه بالعمل السياسي في عدة وظائف بعيدة عن عالم السياسة، أبرزها عمله كمفتش مالي في المفتشية العامة للشؤون المالية، وبعدها في عام 2008 أصبح مصرفياً في بنك «روتشيلد وشركاه»، وهو بنك استثماري مرموق.
وفي عام 2012، جاءت أبرز محطات مسيرة ماكرون السياسية عندما عُين نائباً للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية، وفي أغسطس 2014 عُين وزيراً للاقتصاد والصناعة والشؤون الرقمية.