لماذا أشعل غلاف «تايم» الأميركية غضب الصحافة البريطانية ؟

لندن (الاتحاد)

لا تبذل الصحافة البريطانية أي جهد على الإطلاق لإخفاء ضيقها وتبرمها الشديد من ميجان ميركل قرينة الأمير هاري. وفي العادة تحظى الممثلة المعتزلة، بدور الشخصية الشريرة في معظم القصص التي تتناول العائلة المالكة في الإعلام البريطاني، حتى إذا لم تتفوه بأي تصريحات على الإطلاق. يكفي فقط أن تختارها مجلة عريقة مثل تايم الأميركية - مع زوجها - ضمن أكثر مئة شخصية مؤثرة بالعالم خلال 2021، لتصبح موضع سخرية وهجوم حاد وصيداً ثميناً لحملة شعواء. 
لم تتضايق الصحافة البريطانية من الاختيار فقط، بل أثار امتعاضها كثيراً الصورة نفسها التي نشرتها «تايم» على غلافها. وقد نقلت صحيفة «ديلي ميرور» عن روبرت جوبسون الخبير في شؤون العائلة الملكية، قوله، إن الصورة تعد من «أغرب الصور التي طالعها».
ظهرت ميجان في الصورة برداء أبيض فضفاض، وهي متوهجة ومتألقة وسعيدة للغاية، مثل بطلة تتصدر ملصق فيلم سينمائي، فيما بدا زوجها الأمير - على النقيض تماماً - وكأنه في ظلها، بسترة وبنطلون أسود، وقد استند بيديه على كتفها.. كانت كل التفاصيل توحي بأنها هي الطرف المهيمن - على الأقل في تلك اللقطة. 
طبعاً لم يعجب ذلك أبداً الصحافة الإنجليزية التي نقلت عن خبراء قولهم، إن دوقة ودوق ساسكس يحاولون سرقة الكاميرا من العائلة الملكية انتقاماً منها بعدما قررا التخلي عن مهامهما الملكية. 
وقال الخبير جوبسون في مقابلة مع محطة «جي بي» المحافظة البريطانية، إن الأميركيين لابد أحبوا صورة ميجان ميركل وهاري على هذا النحو، لكن الأمر ليس كذلك في بريطانيا.
وتابع: لقد كانت مجلة «تايم» جادة جداً ذات يوم، مشيراً إلى أنها لم تعد كذلك باختيارها شخصيات، مثل بريتني سبيرز لتكون ضمن أهم مئة شخصية. وأضاف أن ميركل لابد أنها تقاضت مبلغاً طائلاً مقابل نشر صورتها. وترى الصحف البريطانية أن الممثلة الأميركية السابقة تستغل وضعها زوجة للأمير هاري في الترويج لنفسها حول العالم. وقد تم نشر 74 ألف مقالة بشأن ميجان ميركل عبر العالم منذ أعلنت مع زوجها الابتعاد عن القصر الملكي. وبعد بث مقابلتهما الشهيرة مع أوبرا وينفري تضاعف معدل البحث عن اسمها عبر محركات البحث على الإنترنت ستة مرات.
وفي محاولة لمواجهة الأمر، تتوسع الصحافة البريطانية في متابعة ونشر وأخبار وصور عائلة الأمير وليام شقيق هاري. بل إنها تركز كثيراً على متابعة الأنشطة الجديدة التي يقوم بها وليام مع زوجته دوقة كمبردج، لنصرة قضايا كانت في العادة موضع اهتمام هاري وميجان.. مثل العدالة العنصرية والمساواة بين الجنسين والديمقراطية.