عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
يعد «موسم الصفري» من أهم المواسم، التي تأتي معه بشائر فصل الشتاء، ومن المواسم التي يجب أن يتخذ فيها الفرد الاحتياطات اللازمة، حتى لا تؤثر تغيرات الجو عليه ويستمر لمدة 26 يوماً، ويمتد ما بين أدبار القيظ وقرب حلول الشتاء، وأطلق عليه «صفري» لأنه أول المواسم وأول العد «من الصفر».
وقيل عنه صفري لأن عذوق النخل تخلو أو تصفر من الرطب، وترجع التسمية أيضاً إلى «التبدي» وقت خروج العرب إلى البادية لتتبع مناطق المطر والعشب، حيث تخلو الديار أو تصفر.
التغيرات
ويقول إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: «الصفري» يبشر بقدوم فصل الشتاء ويوضح سمات الموسم الشتوي المقبل، وتبدأ الحسابات الفلكية له عند دخول النصف الثاني من نجم «سهيل».. وقديماً كان من الصعب الوصول إلى الحسابات الفلكية الحالية التي توصل إليها العلماء بواسطة الوسائل العلمية الحديثة، فقد كان اعتمادهم بشكل أساسي على العين المجردة ومتابعة التغيرات المناخية، التي تحدث باستمرار للوصول إلى الحد الفاصل بين الفصول، لذا كانت للموسم الصفري أهمية كبيرة في مراقبة جميع التغييرات التي تطرأ خلاله، وهكذا أصبح الفاصل الأساسي بين فصلي الصيف والشتاء، و«المعتدلات» كما سمتها العرب، حيث يتجه الجو حينها للاعتدال.
انكسار الحرارة
ويتابع: «في موسم الصفري تلاحظ التغيرات الفعلية في الجو خاصةً خلال الليل، ووقت الفجر، وتظهر ملامح فصل الخريف في الخليج العربي، بالتغير الملموس وانكسار شدة الحر والحرارة العالية، ولهيب الصيف، إلى انخفاض الحرارة العالية مع بقاء الرطوبة العالية، وبدء اعتدال الجو مساءً، حيث تقل درجات الحرارة وتتدنى درجة الحرارة الصغرى فجراً إلى ما دون 20 درجة مئوية خاصة في العمق الصحراوي والدرجة العليا تكون دون 40 درجة مئوية في عموم المناطق.
ويتشكل «ضباب الفجر» في الصباح الباكر خلال موسمي الصفري، بصورة متكررة بفعل الرطوبة العالية.
ويؤكد الجروان أن «الصفري» يعلن للصيادين توفر الأسماك بكثرة، حيث يهدأ البحر وتقترب الأسماك من السواحل، مع مشاهدة طيور البحر، كما يبدأ توافد الطيور المهاجرة، وخلاله تزرع غالب أصناف المزروعات، والأشتال، كما تنقل الفصائل والصروم، و«تكريب النخل» وإزالة الكرب والخيش والسعف اليابس، ونهاية موسم تجفيف التمور قبل أن تنخفض درجات الحرارة، كما يسال فيه الدبس من التمور.
