هناء الحمادي (أبوظبي)
عشق طارق المهيري الخيل منذ كان في الثامنة من عمره، وحلم بأن يصبح فارساً، فمارس هواية الفروسية وكانت سروج الخيل أحب الأماكن إلى قلبه. وكان كلّما نظر إلى الخيل شعر بالسعادة، خصوصاً عندما يسمع صهيلها وصوت حوافرها وهي تضرب في الأرض بقوة وعنفوان. وهكذا كبرت علاقته بالخيل وتفاصيلها، ودفعته الهواية إلى إتقان فنون القفز فوقها وتقديم رقصة «الفلامنجو» الإسبانية، والرمي بالقوس والسيف والرمح. ومع مشاركته في عدد من السباقات، انتقل إلى شكل آخر من أشكال الفروسية، وهو الاستعراض على ظهر الخيل.
يصف الفارس طارق المهيري بدايته مع مشوار الفروسية قائلاً: بمساعدة أخي الأكبر وبتعليمات من والدي عتيق المهيري، بدأت رحلة الاهتمام بركوب الخيل عام 1983، وفي هذه الفترة بدأ ولعي بالخيل يزداد، وكنت كل يوم أخرج بها واحدة تلو الأخرى للتنزه في منطقة قريبة من المنزل من دون أن أمتطيها.
تابع: وفي مرة أحسست بالتعب، فقفزت فوق ظهر الفرس، ووقتها شعرت وكأنني ملكت الدنيا. وبعد تكرار المحاولة، وجدت نفسي أدخل عالم الفروسية. وعندما شاهدني أخي، اصطحبني إلى نادي الفروسية والصيد لكي أتعلم الركوب الصحيح على الخيل، وهكذا انضممت إلى فريق قفز الحواجز.
تدريبات
لم تتوقف طموحات طارق المهيري عند هذا الحد، وإنما انتقل إلى نادي أبوظبي للسباق والفروسية، ومن ثم سافر إلى بريطانيا لتلقي التدريبات والمشاركة بمسابقات في الخارج. وبعدها بدأ بتلقي التدريب وحقّق نتائج مشرِّفة، وسافر مع الفريق إلى ألمانيا للتدريب والاشتراك في عدد من المسابقات، حيث حصل على المركز الأوّل عام 1994 في قفز الحواجز. ومنذ ذلك الحين توالت التجارب، حيث شارك في الألعاب الآسيوية بهيروشيما في اليابان عام 1994، وحصل خلالها على شهادة «دبلوم فخري» عام 1995. كما قدم أكثر من 20 عرضاً للخيول داخل الدولة وخارجها، ويواصل هوايته بشغف معتبراً أن طموحاته بلا حدود في مهارات ركوب الخيل وقفز الحواجز.
لغة الجسد
يتعامل المهيري مع الخيل بلغة الجسد، حيث يستطيع ركوب الخيل بدون لجام وسرج يتحكم فيه، ما يساعده على تقديم الاستعراضات على ظهرها وعلى وقع الأنغام، بما فيها موسيقى الاحتفالات الوطنية حيث لقّبه البعض بـ «هامس الخيل».
وهو يمتلك عدة مواهب، كالتصوير الفوتوجرافي ورياضة الجمباز، كما مثَّل في فيلم «العم ناجي»، وكتب روايته الخاصة.