عبد الله أبو ضيف (القاهرة) لم يكن الشاب المصري عمرو فهمي، في عام 2010، يمتلك سوى حلم واحد هو التدرج العلمي والحصول على الماجستير والدكتوراه. وما إن تخرج حتى تدرج في الحياة بشكل مختلف، حيث التحق بالخدمة العسكرية ثم أصبح متخلفاً عن دفعته في سوق العمل بمقدار عامين كاملين. لكن ذلك لم يكن عامل إحباط للشاب العشريني في ذلك الوقت، ليحقق بعد 10 سنوات حلم الحصول على الماجستير وافتتاح مشروعه الخاص. يقول عمرو لـ«الاتحاد»، إنه كان يحلم، بعد تخرجه في كلية التجارة والحاسبات في إحدى الجامعات الخاصة بالعاصمة المصرية القاهرة، بافتتاح مشروعه الخاص والذي ترجمه بعد سنوات لمشروع بيتزا أصبح منتشراً في مدينة السادس من أكتوبر. وفي الوقت نفسه، لم يشغله ذلك عن مساره العلمي، حيث نجح في الحصول على ماجستير في التجارة وماجستير في التعليم، لكن لم يوقفه أي منهما عن الآخر.
يعمل عمرو في التدريس في الجامعة صباحاً، حيث أصبح معيداً في إحدى الجامعات الخاصة، بينما يعمل في مشروعه الخاص عامل بيتزا مساءً ليحقق الحرية في الاختيار لحياته، وهو في عمر الـ32 عاماً، مشيراً إلى أن أكثر زبائنه من طلابه في الجامعة الذين يشجعونه ويساعدونه طوال اليوم خاصة إذا كان موجوداً في مكان العمل. عامل داخل محل البيتزا، أو عامل توصيل، غاسل الأطباق وصانع للبيتزا في أغلب الأحيان، واقفاً يلقي العلم مساعداً لتلاميذه الكثر، ابن داخل المنزل، كل هذه الأمور أصبح يعتادها عمرو فهمي الذي حقق معادلة صعبة لشاب في عمر الـ32 واجهته العديد من المصاعب، إلا أنه يقول لـ«الاتحاد»، إن «الأحلام تتحقق لطالما عملنا على تنفيذها، والمفاجأة أنها تتحقق فعلاً في النهاية». يختتم عمرو حديثه بتشجيع المزيد من الشباب لافتتاح مشروعاتهم الخاصة، مهما كانت درجاتهم الوظيفية. لأن ذلك لا يغنيهم عن تحقيق أمرو بأنفسهم، مؤكداً أن العمل هو أفضل شيء واستغلال فترة الشباب في العمل الجاد يجعل الراحة أمراً مؤكداً مع أرذل العمر، مشيداً بتشجيع الدولة المصرية لمشروعات الشباب الصغيرة. يشير عمرو إلى أن راتبه من الجامعة لم يكن يكفيه. هذا الأمر جعله يفكر في مشروعه القديم والخاص، وهو ما دفعه لمشروع البيتزا الذي أصبح حقيقة في مدينة أكتوبر بالجيزة. والآن، أصبح متزوجاً وتساعده زوجته في النجاح داخل عمله أغلب الوقت، الأمر الذي يجعله متشجعاً على العمل غير عابئ بمقدار التعب لطالما حقق أحلامه.