10 سبتمبر 2021 16:49
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
رغم ولوج المرأة إلى كل مناحي العمل تقريباً، ما تزال هناك مهن محتكرة من قبل الرجال، نظراً لصعوبتها وحاجتها لقوة عضلية.
من أجل ذلك، أثارت صور فتاة تعمل في توصيل الطلبات للمنازل في مصر إعجاب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي.تروي سارة عيد، قصتها لـ«الاتحاد» فهي أم في سن الثلاثين مطلقة، وتعول طفلاً عمره خمس سنوات. وعندما أصبحت مسؤولة عن حياتها وعن الإنفاق على متطلباتها، بدأت في البحث عن عمل قريب من مكان سكنها في إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة.
وقالت سارة إنها حصلت على وظيفة «عاملة بوفيه» تقدم المشروبات والأطعمة لمجموعة من المهندسين والموظفين بإحدى الشركات، ولكن لم تكن أموال هذه الوظيفة كافية لتأمين حياة بسيطة، أو للانتقال إلى منزل خاص بها تعيش فيه على طريقتها الخاصة.
واقترحت عليها إحدى صديقاتها شراء دراجة بخارية والعمل عليها، فقد رأت الكثير من الفتيات تفعلنها ليس في منطقتها الشعبية، ولكن على شاشات التلفاز فقط. لمعت الفكرة في رأس سارة، وبدأت في دراسة العمل الجديد.
تمكنت سارة من الحصول على دراجة بخارية بعد ادخار المال وشرائها بطريقة التقسيط. وبالفعل، تسلمت دراجتها البخارية وتعلمت قيادتها، ووجدت لنفسها سبيلاً لتبدأ مشروعها الخاص ونشرت إعلاًنا بأنها توصل أي شيء من أي مكان خارج حيها الصغير والأحياء المحيطة به في منطقة «عزبة الهجانة» بالقاهرة.
وعلى الرغم من تعرضها لبعض الانتقادات، لأنها تعمل في مهنة ليست معتادة بالنسبة للنساء في مصر، إلا أنها تجاهلتها. وبعد أشهر من التدريب على الثقة بالنفس، أصبح الناس يفسحون لها المجال لتمر من بينهم دون أن يعترض طريقها أحد.
واجهت سارة تحدّياً من نوع آخر. فكلما رفعت الخوذة عن رأسها ورآها أحد عملائها تعلو ملامحه الدهشة والتردد في التعامل معها مرة أخرى، ولكن بأسلوبها وطريقتها في كسب ود زبائنها نجحت في أن تكون خيارهم الأول عند الحاجة إلى توصيل الطلبات.