خولة علي (دبي)
فن الزجاج المعشق تاريخ من تقنية حرفية مرسومة بكل براعة من تشكيلات زجاجية زاهية الألوان، رصت بدقة وإتقان ليشكل بها منظراً بديعاً لواجهات زجاجية مضيئة، مما يخلق إحساساً بالحيوية والتجديد والرحابة، في ردهات المنزل، ويكسبها قيمة وجمالاً، وأناقة لافتة، وإيقاعاً تزهو به تفاصيل المنزل من الخارج ليتسلل الإبداع بكل خفة إلى الداخل ليتوهج المكان.
حول نشأة فن الزجاج المعشق وتطوره، تشير مصممة الديكور أريج غسان إلى أنه خلال العصور القديمة، كان الزجاج الملون يستخدم في الغالب من قبل المصريين والرومان زخارف وقطعاً من المجوهرات، ومع ذلك كانت هذه قطع زجاجية ملونة صغيرة فقط.. ويرجع ذلك جزئياً إلى الافتقار إلى التكنولوجيا في صهر كميات ضخمة من الزجاج؛ لأن الأفران السابقة لم تكن ساخنة بدرجة كافية لصهرها، موضحة أنه تم تسجيل أول استخدام لألواح الزجاج الملون خلال القرن السابع في بريطانيا العظمى.
أنواعه وتشكيلاته
وأوضحت أنه لا يقتصر الزجاج المعشق على صنف أو نوع واحد فقط، لكنّ هناك أنواعاً متعددة، منها الزجاج الفيوزينك الذي يتميز برسومات بارزة وأيضاً مصهورة ويصنع عن طريق دمج ألوان عدة من الزجاج وصهرها في قوالب خاصة ومعالجتها في الفرن الحراري تحت درجات حرارة عالية.
وقالت: أما الزجاج المزخرف وهو الساندبلاست، فهو ما يسمى بضرب الرمل عن طريق ضخ الرمل بضغط الهواء بدرجات عالية، والزجاج المعشق المشطوف «شطف الزجاج هو كسر حواف الزجاج»، وأخيراً الزجاج المعشق بالكريستال، وهو آخر ما أنتجته المصانع الأوروبية، وهو عبارة عن حبات من الكريستال الأصلي تدخل في الزجاج المعشق بالرصاص، ويوجد الزجاج المعشق غالباً في المباني القديمة ذات النوافذ الزجاجية الملونة بما فيها أماكن العبادة والقصور والقلاع، واليوم يمكن استخدامه عنصراً زخرفياً في الديكور الداخلي في المباني الحديثة، وقد أصبح تصميماً أساسياً مناسباً للديكور الحديث. ويشهد السوق عودة استعمال الزجاج المعشق في أعمال الهندسة والديكور والسبب هو ما يخلقه من رونق جمالي أنيق ينعكس على المكان، إضافة إلى تطور وسائل صناعته، بما يوفر الكثير من الجهد ويزيد من إمكانية التلاعب باللون والشكل.
توزيعه وتوظيفه
وحول فن توظيفه وتوزيعه في المنزل، تقول أريج: إن أفضل طريقة لإضافة اللون إلى المنزل هي استخدام الزجاج المعشق، حيث يخلق بيئة أنيقة وديناميكية موضحة أن الزجاج المعشق يلا ستخدم فقط للنوافذ، بل يمكن استخدامه عبر العديد من العناصر المختلفة لإنشاء الديكور، خاصة إضاءة المنزل، ولتحسين مستوى الإضاءة، يمكن استخدام زجاج ملون كبير الحجم، لتوفير إضاءة فريدة وجمالية عندما يدخل ضوء الشمس المنزل من خلال الزجاج المعشق الموزع فيه. وأضافت: لأولئك الذين لديهم نوافذ كبيرة ودوران هواء جيد يمكن استخدام زجاج ملون بتصميم أوروبي من العصور الوسطى، تظهر فيه الألوان لتضفي الجمال على بساطة التصميم، مما يعطي انطباعاً جمالياً عن منزلك ويثير إعجاب أي شخص يأتي إليه. ولفتت إلى أنه يمكن استخدام تصميم الزجاج المعشق الكلاسيكي، الذي يبرز القيمة الفنية الأنيقة للزجاج الملون، خاصة على النوافذ الكبيرة في المنزل، مما يوفر إضاءة جمالية في المكان.
قيمة جمالية
من حيث القيمة الجمالية التي تضيفه قطع الزجاج الملون، تؤكد أريج غسان أن دمج التصميمات مع أفكار جديدة لديكور المنزل هي واحدة من الاتجاهات الأنيقة في الديكور، ويمكن أن تكون مفاجئة ومبدعة، حيث تمزج بين الطراز التقليدي والأناقة في تزيين المنزل أو تضفي طابعاً عصرياً على المنازل، حيث يسعى المصممون المعاصرون إلى استخدام تصميمات وتركيبات الألوان الزاهية لتزيين النوافذ والأبواب وألواح الجدران والخزائن والممرات والمطابخ والحمامات وغرف النوم والدرج.
وقالت: تزين تركيبات الزجاج المعشق تصاميم السقف الحديثة وتضيف ألواناً رائعة إلى فواصل الغرف والجدران، ويمكن أن يؤدي الجمع بين قطع الزجاج ذات الألوان المختلفة إلى تغيير مفهوم المساحة بشكل كبير، وتنسيق ديكور المنزل وإضافة الأناقة إلى أي نمط تصميم داخلي.
العمر الافتراضي
حول العمر الافتراضي للزجاج المعشق، تؤكد غسان أنه يمكن أن تدوم النوافذ الزجاجية الملونة ما بين 75 و150 عاماً، إذا كانت مصنوعة من مواد عالية الجودة وباستخدام التقنية الصحيحة. وقالت: أعظم ميزة للزجاج المعشق هي أن مظهره يتغير باستمرار بفعل الضوء، ولكن قد تعلق عليه بعض الأتربة والغبار، فيمكن تنظيفه، باستخدام منظف، ويجب التأكد من استخدام الأنواع الخالية من الأمونيا بالإضافة إلى تجنب التنظيف بمادة كاشطة، حيث إنها من الممكن أن تخدشه .