السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مريم الجنيبي تنشر الوعي الزراعي عبر «المنصات»

مريم الجنيبي تبحث عن المنتجات الزراعية التي تناسب البيئة الإماراتية (الصور من المصدر)
27 أغسطس 2021 03:03

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بعد خوضها العديد من التجارب، اكتشفت المهندسة الزراعية مريم الجنيبي اهتمامها بعالم الزراعة، آمنت بأن الأرض لم تخصص للعيش للبشر فقط، بل نتشاركها مع كائنات أخرى، أيقنت أن النظام البيئي يختل توازنه إن لم يجد الرعاية والاهتمام، وبعد أن تخصصت في الإدارة الزراعية وعلوم الاستهلاك في جامعة الإمارات، عملت في جهات مختصة بمجال البيئة لتستكشف هذا العالم، بحثاً عن حلول استدامة الأرض والإنسان.
تدربت على يد خبراء واستفادت من عدة برامج، وجدت أنه لا يمكنها متابعة العمل ضمن وظيفة، فتفرغت واتجهت إلى تعلم أسرار الزراعة العضوية، وتشربت أصول وتقنيات الزراعة العضوية على يد خبراء عندما كانت تعمل في وزارة التغيير المناخي والبيئة، ونزلت الميدان، وتجولت في مزارع كثيرة على مستوى الدولة، إلى أن اتخذت قرار إنشاء مشروع خاص بها متخصص في تأسيس المزارع العضوية وتقديم الاستشارات، أطلقت عليه في البداية «الإبداع الذهبي» ليتحول فيما بعد إلى مشروع «نبتة»، وسخرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي في المجتمع عبر نشر محتوى مميز ونصائح تخص الزراعة العضوية والاستدامة، كما تعمل على تعزيز وعي الأطفال البيئي من خلال تدريبهم عبر ورشات متخصصة. 
وقالت الجنيبي، إنها عندما دخلت مجال الزراعة استكشفت مدى حبها لهذا المجال، فبعد تخرجها التحقت بوزارة التغيير المناخي والبيئة، وعملت خلال هذه الفترة مسؤولة عن ملف تطوير الزراعة العضوية فاكتسبت خبرة واسعة على يد مدرب من ألمانيا، وبعدها نزلت الميدان، استفادت أشياء كثيرة من أصحاب المزارع والاحتكاك مع مختلف الخبراء في المجال، وقبل ذلك حضرت مؤتمراً بيئياً ناقش العديد من قضايا الاستدامة، ما دفعها للتفكير في الكائنات التي نتشارك معها هذه الأرض.

برنامج دولي
وأضافت الجنيبي: بعد فترة من ممارسة العمل الميداني شاركت في برنامج القادة العالمي للزراعة وسلامة الأغذية سنة 2018، والذي ركز على تبادل المعرفة والثقافة الزراعية، ومثلت الإمارات في هذا البرنامج، واستغرق البرنامج شهراً كاملاً في أميركا، ما ساهم في التعرف على شخصيات مؤثرة ومهتمين بهذا المجال، وكونت شبكة عالمية تكونت من أكثر من 200 مشارك. 

نبتة
بعد العودة من أميركا، انطلقت إلى تقديم استشارات ووضعت خبراتها رهن إشارة الجميع، وركزت على التسويق للأفكار الإبداعية ورسم خريطة النجاح في المشاريع المتعلقة بهذا المجال، وبعد نجاح هذه الخطوة تحولت من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، حيث أسست مع فريقها مشروعاً يحمل اسم «نبتة» في دبي، الذي يشبه المختبر الذي يجمع الأدوات وأحدث النظم الزراعية، إلى جانب مساحة لتجريب البذور النقية التي تجمعها من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على المنتوج المحلي.

الزراعة للجميع
استثمرت الجنيبي خبراتها واستثمرت مواقع التواصل الاجتماعي، وكونت أربع مجاميع بحصيلة 800 عضو من محبي الزراعة، وقالت عن ذلك: «أهم ما يميزنا أننا نعرض أحدث الأنظمة الزراعية التي لا تستخدم الطاقة نهائياً، ونتيجتها سريعة في إنتاج المحاصيل وسهلة التركيب، وهو نظام «الأوتوبوت» ويُعد الأحدث والأسرع حالياً في الإنتاج الزراعي»، موضحة أن هذا النظام يتحمل الجو الحار والملوحة العالية؛ لذلك يعتبر الأنسب بالنسب لمناخ دولة الإمارات، مما سيجعل الزراعة على سطح المنزل أو أي مساحة أخرى ممكنة، مهما كانت صغيرة، عبر خطوات بسيطة وغير مكلف، لاسيما أن زراعة الأسطح باتت تستقطب اهتمام الناس مؤخراً. 

منافسة الاستدامة
الجنبيي تقدم عبر منصة «إنستغرام» النصائح والإرشادات والمحتوى المتخصص الذي ينشر الوعي الزراعي واستدامة الزراعة في الدولة؛ بهدف الوصول لأكبر شريحة في المجتمع المحلي وتبادل الخبرات العالمية في هذا المجال وتقريب المعلومة لجميع المهتمين بعالم الزراعة، وقالت إنها لمست مدى المنافسة التي أصبح يعرفها هذا المجال من طرف الشباب، حيث ساهمت وسائل التكنولوجيا ومنصات التواصل في نشر الوعي البيئي والعمل على استدامة الموارد من خلال البحث عن الحلول للمشاكل التي تعترضنا، وكذلك طرح أفكار زراعية إبداعية.

وعي الأطفال
تحاول الجنيبي تعزيز وعي الاستدامة والبيئة لدى الأطفال، مؤكدة أنها تجد متعة كبيرة في تقديم دورات للأطفال الذين يتفاعلون بشكل كبير معها، وعبر ذلك تغرس فيهم سلوكيات وممارسات صديقة للبيئة، وحب الزراعة الذي قد يكون سبباً في اختيار هذا التخصص مستقبلاً، وتكون هذه الدورات سبباً في استكشاف ميولهم، لتعزيز فكر الإنتاج وتعليمهم كيفية المحافظة على الموارد الطبيعية، مؤكدة أن الطفل يتعلم بالملاحظة، حيث إنها كانت ترافق جدتها لمزرعتها، وكانت تشاهدها وهي تزرع وتنتج وتوزع على صديقاتها وجيرانها، ومن ثم تشبعت بفكر العطاء وفكر الإنتاج وتحاول غرس ما تعلمته في نفوس الأطفال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©