الاتحاد (مصطفى أوفى)
ما يزال فيروس كورونا المستجد يبوح بأسراره رويدا رويدا. آخر تلك الأسرار هي أنه يبدو أن أعراض "كورونا طويل الأمد" أكثر بكثير مما كان العلماء يعتقدون.
وفقًا لدراسة عالمية جديدة، قد يكون هناك أكثر من 200 من أعراض مرض كوفيد طويل الأمد، وفقا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل".
فالكثير من الناجين من كورونا يكافحون لأشهر التعب والصداع بعد أشهر من التغلب على الفيروس.
ويقول الباحثون، الذين أعدوا الدراسة، إن كل مريض يعاني من كوفيد طويل الأمد يشعر بـ 56 عرضًا مختلفًا في المتوسط خلال فترة شفائه، بما في ذلك الأمراض الغريبة.
استجوب خبراء جامعة كوليدج لندن ما يقرب من 4000 مريض أصيبوا بكوفيد طويل الأمد، من جميع أنحاء العالم حول تجربتهم في مرحلة ما بعد المرض.
أبلغ المرضى عن خليط من 203 أعراض، وعانى المشاركون في الاستجواب من 56 عرضًا مختلفًا في المتوسط.
وجد الباحثون، في الدراسة التي نُشرت اليوم الخميس، في مجلة EClinical Medicine، أن الأعراض تؤثر على 10 أعضاء مختلفة، بما في ذلك القلب والرئتين والدماغ والأمعاء.
جاء التعب في مقدمة الأعراض الأكثر شيوعا. حيث يعاني منه 98.3٪ ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا. تلاه في المرتبة الثانية، الشعور بالضيق التالي للجهد (89 في المائة)، وهو تفاقم الأعراض بعد التمرين البدني أو العقلي. وجاء في المركز الثالث ضباب الدماغ (85.1 في المائة)، وهو حالة تجعل المصاب لا يتذكر بعض الأشياء، أو لا يمكنه التفكير في بعض الأمور.
أبلغ آخرون عن حالات وأعراض أخرى مثل: الهلوسة، الرعشة، حكة في الجلد، تغيرات في الدورة الشهرية، خفقان القلب، إسهال وطنين.
وجد معدو الدراسة أن 96 في المائة من المتطوعين ظهرت عليهم الأعراض لمدة ثلاثة أشهر، في حين أن 91.8 في المائة ما زالوا يعانون بعد ثمانية أشهر.
كان لدى الأشخاص، الذين تعافوا بشكل أسرع من كوفيد طويل الأجل، أعراض قليلة، تصل إلى حد أقصى 11 في وقت واحد. لكن الأشخاص، الذين عانوا من الحالة لأكثر من سبعة أشهر، استمروا في تجربة ما يصل إلى 17 عرضًا في وقت واحد.
وهذه أكبر دراسة دولية لمرضى كوفيد طويل الأجل.
وتقدر الدراسات أن ما يصل إلى 30 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد بعد الشفاء سيظلون يعانون بعد 12 أسبوعًا.
لا يوجد، في الوقت الحالي، علاج لكوفيد طويل الأجل. لذلك، يتم تقديم المشورة للمرضى حول كيفية إدارة أعراضهم بأنفسهم.
قالت الدكتورة أثينا أكرمي، كبيرة مؤلفي الدراسة "بينما كان هناك الكثير من النقاش العام حول كوفيد طويل الأجل، كان هناك القليل من الدراسات المنهجية التي تحقق في هذه الفئة من الناس"، مضيفة أنه لهذا السبب "لا يُعرف سوى القليل نسبيًا عن مجموعة الأعراض، وتطورها بمرور الوقت، وشدتها، وتأثيرها على الأداء اليومي، والعودة المتوقعة إلى الصحة الأساسية".
وأوضحت "في هذا النهج الفريد للدراسة، ذهبنا مباشرة إلى أشخاص عانوا من كوفيد طويل الأمد في جميع أنحاء العالم من أجل إرساء أساس من الأدلة للتحقيق الطبي، وتحسين الرعاية والدفاع عن المصابين بأعراض كورونا طويل الأمد".