أحمد شعبان (القاهرة)
حذر الأزهر الشريف الشباب من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً إلى تفعيل الضوابط الأخلاقية والتشريعات القانونية المنظمة لهذه الوسائل، مشدداً على أنه لابد أن يكون هناك ضوابط أخلاقية تنظم هذا العالم الافتراضي المفتوح، وإلا غرق العالم في الأكاذيب والعلاقات المشبوهة، مؤكداً أن هذا أسوأ استغلال للتطور التكنولوجي.
جاء ذلك خلال ندوة افتراضية عقدها جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان "منظومة القيم في ظل واقع افتراضي جديد"، أمس الثلاثاء.
وقال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن العالم الافتراضي لوسائل التواصل الاجتماعي أصبح عالماً يسوده نوع من الضبابية والاختفاء، حيث أصبح بإمكان الشخص أن يتحدث من وراء ستار، ويبث ما يريد، سواء كان حقيقة أو كذب أو شائعات، دون أن يعرفه أحد أو يحاسبه، محذراً الشباب أثناء التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح "الغفير" أن التعرض والاهتمام بالمحتوى السلبي الذي يبث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قادر على أن يصل بالشخص للهلاك والخسران، مخاطبًا المؤسسات المعنية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، بتركيز الجهود لتحصين الشباب ضد محاولات العبث بأفكارهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة توقيع عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه تضليلهم.
من جانبه، قال ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي، إن المشهد الإعلامي على مستوى العالم يشهد تغيرات ذات طابع حقوقي خطير، موضحًا أن صعود وسائل "التواصل الاجتماعي" على قمة الثورة المعلوماتية، جعل الشخص القادر على إقناع تلك الوسائط ومحركات البحث بتناول أخباره، هو النجم الأول والأكثر شهرة والأعلى أجرًا، حتى لو كانت تلك الأخبار تتصل بجرائم أو فضائح إنسانية مخاصمة للقيم والحس المستقيم.
وأكد عبدالعزيز أن الاعتماد بصفة أساسية على منصات التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار، أدى إلى انتشار الأخبار المزيفة والمفبركة، نظرًا لزيادة القدرة على التزييف وتطور التكنولوجيا عبر المنصات الإلكترونية، مطالبًا من يريد التحقق من المعلومة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن يرجع للمواقع والصفحات الرسمية.
وأضاف الخبير الإعلامي أننا نحتاج إلى وقفة كبيرة مع وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تعزيز احترام القيم وتبنيها، وعدم الإضرار بقيم الإبداع وحرية الرأي والتعبير، حتى نتمكن من إحداث موازنة تزيد من إيجابيات هذه الوسائل وتقلل من سلبياتها.