كان (أ ف ب)
«كاو» (بقرة) عنوان فيلم ليس وثائقيا ولا اتهاميا لمربي الماشية، بل هو عمل للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد عرض في مهرجان كان ويصوّر رصدا عميقا لحياة «لوما» البقرة الإنجليزية الحلوب.
الفيلم لم يخضع لمونتاج في الصوت ويكاد لا يظهر المزارعين، وعلى مدى ساعة ونصف الساعة يحمل المتابعين إلى تجربة مختلفة في سياق فقرة موازية للمهرجان الرسمي.
وقالت المخرجة البريطانية أندريا أرنولد خلال مؤتمر صحفي: «بقرة» ليس فيلما سياسيا بل هو دعوة إلى التساؤل عن علاقتنا بالطبيعة.. وأعتقد أننا نشأنا جميعا على نظرة رومانسية إلى الطبيعة مبتعدين إلى حد ما عن الواقع.
يبدأ الفيلم بمشهد وضع «لوما» عجلها ويتابع مسار الاثنين، وهو يخلو من الحوار ويقدم للمشاهد تجربة للحواس تطغى فيها أصوات خوار البقرة. وقد نجحت المخرجة عبر تصوير هذه المشاهد من حياة البقرة في جعل «لوما» شخصية سينمائية.
يرى المتفرج الكثير من مشاهد حلب البقرة في حظيرة يعلو فيها صوت موسيقى البوب، ويدرك أخيرا أن السبب الوحيد لوجود «لوما» على قيد الحياة هو إنتاج الحليب. وبالتالي عندما تعجز عن القيام بهذه المهمة يصبح قدرها الحزين محتوما. وسئلت المخرجة عن رسالة الفيلم فقالت: الإجابة هي عند المشاهد. لقد صغت العمل متعمدة جعل كل من يراه يكوّن رأيه الخاص عن هذا الموضوع.
«ذي موريتانيان»
من جهة أخرى وضمن فعاليات المهرجان يتألق الممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم، إلى جانب الأميركية جودي فوستر، في فيلم «ذي موريتانيان» الذي يتزامن بدء عرضه في فرنسا في 14 يوليو الجاري مع وجود نجميه في مهرجان كان، وهو فيلم عن قصة موريتاني سُجن بتهمة الإرهاب، ويكافح لإثبات براءته. ويؤدي طاهر رحيم في الفيلم دور الموريتاني محمدّو ولد صلاحي الذي اشتُبه ظلماً بكونه إرهابياً واعتُقِل لمدة 14 عاماً. أما دور محاميته فتتولاه جودي فوستر. وقال طاهر رحيم: «إنها قصة حقيقية تستحق ويجب أن تُروى.
ورُشح الفيلم لجائزة «بافتا»، فيما فازت جودي فوستر بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل ممثل مساند عن دورها فيه كمحامية لا تكتفي بخوض المعركة القانونية، بل تتمثل مهمتها الدقيقة أيضاً في إقامة علاقة ثقة مع هذا السجين المنفصل عن العالم الخارجي. وقد لفتت الأنظار لدى حضورها فعاليات المهرجان وتسابق المصورون في الحصول على لقطات مميزة لها بمجرد أن وطئت قدماها السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن دورته الـ 74 في فرنسا ( من 6 إلى 17 يوليو الجاري)، وسيتنافس 23 فيلماً على السعفة الذهبية أعلى جائزة في المهرجان.