نيويورك (الاتحاد)
مواجهة غريبة تدور رحاها الآن بين العمالقة الكبار في الفضاء الإلكتروني.. أمازون من ناحية وشركات التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى. تلوم أمازون تلك الشركات فيما يتعلق بالفشل في حذف تقييمات زائفة للبضائع على موقعها الإلكتروني العملاق. وتقول إن «أطرافاً شريرة» لجأت إلى «السوشيال ميديا» لشراء وبيع تقييمات مزيفة تعجز تكنولوجيا هذه المنصات عن التصدي لها.
وكشف أمازون أنها نجحت في حذف أكثر من 200 مليون تقييم مزيف قبل أن يراها العملاء في العام الماضي وحده. ومع ذلك، فهي لا زالت تواجه طوفان من التقييمات الكاذبة والمضللة على متجرها.
وكان تحقيق موسع أجراه موقع. «ايه ويتش» لحماية المستهكلين، قد اكتشف أن بعض الشركات تزعم في الفضاء الإلكتروني أنها قادرة على أن تمنح بعض المنتجات ختم «اختيار أمازون»
.. وهذا «اللوجو» هو عبارة عن لافتة أو «بادج» يعد دليلاً على جودة المنتج، وعن طريق خوارزميات معينة تتصدر المنتجات التي تحمل هذه العلامة قائمة محركات البحث خلال أسبوعين، كما تبين أن شركات أخرى تزعم أيضاً أن لديها جيوشاً من اللجان الإلكترونية بمئات الآف من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم تقييمات إيجابية بطريقة معينة للسلع المطلوب ترويجها.. وطبعاً بمقابل مادي.
وتقول أمازون إن المسؤولية هنا تقع على منصات التواصل الاجتماعي التي تتباطأ في التعامل مع التقييمات المزيفة عندما يتم إبلاغها برصدها على صفحاتها.
وأوضحت الشركة أنها أبلغت منصات السوشيال ميديا في أول ثلاثة أشهر من العام الماضي عن أكثر من 300 مجموعة تقوم بنشاط مريب في هذا المجال.. ولم تتحرك تلك المنصات لمعالجة الأمر إلا بعد 45 يوماً لإغلاق تلك المجموعات ومنعها من استخدام خدماتها.
وفي أول ثلاثة أشهر من العام الجاري أبلغت أمازون عن أكثر من ألف جماعة تقوم بتلك الأنشطة المزيفة، واحتاج الأمر خمسة أيام في المتوسط لوقف نشاطها.
وقالت الشركة أنها بالتأكيد تثمن تحرك منصات السوشيال ميديا في هذا الشأن، لكنها تطالبها بالاستثمار أكثر من أجل تطوير تقنيات تمكنها من سرعة رصد ومنع مثل هذه الأنشطة من دون أن تضطر أمازون لتقديم شكاوى.
وعلى الرغم من أن أمازون لم تحدد بالاسم منصات السوشيال ميديا التي تقصدها إلا أن فيسبوك سبق أن تعرض لانتقادات عديدة بسبب فشله في وقف هذه الأنشطة.
وفي يناير 2020 عملت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية على إبرام اتفاقية تلزم فيسبوك بالعمل بجدية أكبر لرصد وحذف الجماعات والصفحات التي تبيع وتتاجر في المراجعات والتقييمات المزيفة ومنعها من إعادة الظهور مرة أخرى.
وبالفعل قامت فيسبوك بإزالة أكثر من 16 ألف تقييم ومراجعة مزيفة.
وما يحدث بالضبط في هذا الشأن هو أن تجاراً فاسدين يقومون بشراء تقييمات مزيفة على مواقع التجارة الإلكترونية لدعم مبيعات منتجات بعينها أو للإضرار بمنافسين من خلال وضع تقييمات أو مراجعات سلبية عن منتجات أولئك المنافسين.. وتنتشر هذه الممارسات على فيسبوك وانستجرام.
وتبدأ الأسعار من 13 جنيه استرليني للتقييم الواحد أو 620 استرليني مقابل 50 تقييماً أو 8 الآف استرليني مقابل ألف تقييم.