أحمد شعبان (القاهرة)
أعلنت مصر البدء في أعمال ترميم تمثال الملك "تحتمس الثاني" أحد ملوك مصر القديمة، بعد تركه متهدماً في معبد الكرنك بمحافظة الأقصر لأكثر من ألف سنة، وذلك بعد أن تم نقل مومياء الملك الفرعوني من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية خلال الاحتفال المبهر لنقل موكب المومياوات الملكية.
وأكد القائمون على أعمال ترميم تمثال الملك "تحتمس الثاني"، على أنه من المتوقع الانتهاء من أعمال الترميم خلال 3 أشهر من الآن، وتحديداً خلال شهر أكتوبر المقبل.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، قد تفقد أمس الثلاثاء، والدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، أعمال ترميم تمثال تحتمس الثاني في معبد الكرنك، أثناء جولته في المناطق الأثرية بالأقصر، حيث وجه بأن يتم استكمال الأعمال اللازمة لإعادة الصروح القائمة في معبد الكرنك لأصلها.
وينتمي الملك "تحتمس الثاني" إلى عصر الدولة الحديثة في عهد الفراعنة، ويعتبر الفرعون أو الملك الرابع من الأسرة الثامنة عشر من المصريين القدماء، وورث حكم مصر عن أبيه عقب وفاته، واتخذ من الملكة الشهيرة حتشبسوت زوجة له، وهي أخت غير شقيقة له.
وساهم تحتمس الثاني في بناء معبد الكرنك حيث أقام البوابة الثامنة ونحت تمثالين له أمام هذه البوابة، وأقام معبد في شمال مدينة "هابو" بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث، كما توجد له آثار في معبد قمة وسمنه بالنوبة، كما وجد له تمثال في جزيرة "إلفنتين" بأسوان.
وأصيب الملك "تحتمس الثاني" عقب توليه حكم البلاد بمرض، ولم يكن له أبناء في هذا الوقت، وأثبتت الدراسات أن الملك توفي عن عمر يناهز الثلاثين عام، لتتولى "حتشبسوت" الحكم من وراء الستار في هذا التوقيت، كما أشار المؤرخون، وقضى "تحتمس الثاني" عقب توليه حكم البلاد على التمرد في منطقة النوبة، وعمل على تأمين حدود مصر الشرقية، وأجرى حملة على بدو سوريا وقتها.
وعُثَّر على مومياء الفرعون المصري "تحتمس الثاني" في خبيئة الدير البحري أعلى المعبد الجنائزي للملكة "حتشبسوت" في محافظة الأقصر جنوب مصر عام 1881، وكانت المومياء قد عبث بها بواسطة ناهبي القبور ليتم ترميمها بعد اكتشافها وعرضها في قاعة المومياوات في المتحف المصري بالتحرير، لتنتقل بعد ذلك إلى قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.