سعيد ياسين (القاهرة)
عادت الفنانة فردوس عبدالحميد إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب خمسة أعوام منذ شاركت في مسلسل «الأسطورة» مع محمد رمضان عام 2016، وجاءت عودتها من خلال مسلسل «نسل الأغراب» مع أحمد السقا، وأمير كرارة، ومي عمر.
وقالت فردوس لـ «الاتحاد»: إن المسلسل كان بمثابة ملحمة صعيدية عادت من خلالها إلى التعامل مع اللهجة الصعيدية بعد انقطاع طويل منذ شاركت في فيلم «الطوق والأسورة» عام 1986.
توهج
وأكدت ضرورة أن يتحصن الفنان بعوامل عدة حتى لا يتجمد عند مرحلة أو طريقة أداء معينة، ويتمكن من المحافظة على توهجه طوال مشواره الفني، في مقدمتها أن يكون مواكباً للثقافة بشكل مستمر، خصوصاً أن بعض المخرجين والمنتجين العرب يستسهلون ولا يملكون في بعض الأحيان الجرأة على تغيير شكل الممثل، وأكدت أنه لا بد وأن يكون للفنان في كل مرحلة شكل جديد، ويحاول تغيير الشكل الذي تعود أن يتم وضعه فيه، وطالبت بأن لا تفتر حماسة الممثل في أي وقت.
ملامح
وعما إذا كانت ملامحها الشكلية حصرتها في نوعية معينة من الأدوار، قالت: لا أنكر أن شكلي المصري الخالص حصرني في نوعية أدوار معينة، لكن المخرج الذي يملك بعد نظر يمكن أن يغير كثيراً من الممثل، ولا يجب أن نأخذ المواصفات الشكلية بصورة مسطحة، لأن الرؤية اختلفت على مستوى العالم، قد يساعد الشكل أحياناً في الشخصية، لكن الإبداع يكون أعلى لو ناقض الشكل موضوع الشخصية، واستطاع الممثل إقناع المشاهد بعكس شكله.
حد أدنى
واعترفت فردوس عبد الحميد بأنها قدمت خلال مشوارها الفني أعمالاً لم ترض عنها، وقالت: لن أكون صادقة أو واقعية لو قلت إنني راضية عن كل ما قدمته، توجد أعمال قمت بها لظروف مادية، لأن التمثيل مهنتي وليست لي مهنة أخرى، توجد ظروف بقيت فيها من دون عمل لفترة طويلة، وكنت غير موجودة لأنني لم أجد نفسي في أشياء تعرض عليّ، وهذا الجلوس يضر بالفنان ويأخذ من رصيده، فيضطر لأن يقبل بأشياء لا يقبلها في الظروف العادية، ومع ذلك لدي حد أدنى ألتزم به.
موضوعات خاصة
وتحدثت عن شعورها تجاه تركيز غالبية الأعمال المكتوبة على الشباب، وابتعادها عن الكبار، وهو ما يؤثر عليهم نفسياً بالسلب، وقالت: هذا الأمر حقيقي تماماً، حيث يكتب المؤلفون لمرحلة عمرية شبابية، على عكس ما يحدث في الخارج، حيث تكتب أعمال خصيصاً لكبار النجوم من أمثال آل باتشينو، ويكون لكل مرحلة عمرية موضوعاتها الخاصة بها، وأضافت: الفنان حين يتقدم في العمر يصبح أكثر خبرة وحرفية، وتكون لديه المواضيع التي يحتاج لمعالجتها درامياً، حيث إن القضية الأساسية في المجتمع ليست فتاة جميلة أو وشاب وسيم، ولكن توجد مواضيع متنوعة، خصوصاً وأن المجتمعات في العالم كله أصبحت أكثر قسوة وشراسة وخشونة.
توفير
وأرجعت عبدالحميد انصراف شركات الإنتاج مؤخراً عن الاستعانة بكبار المؤلفين والمخرجين إلى ارتفاع أجورهم نتيجة خبراتهم العالية وتاريخهم الفني الطويل، وقالت: إن السبب لا يرجع إلى نواح فنية ولكن اقتصادية، حيث يحسب المنتجون كل كبيرة وصغيرة في العملية الفنية، ويرون أن الاستعانة بالشباب يجعلهم يوفرون فارق السعر، ولم تعد الناحية الفنية أو الابداعية أو الخبرة هي الفيصل.
هجوم غير مبرر
دافعت فردوس عبد الحميد عن الهجوم الذي تعرضت له طويلاً لتعاونها في العديد من الأعمال الفنية مع زوجها المخرج محمد فاضل، وقالت: تعودت على هذا الهجوم مع مرور الوقت، لأنه لم يكن موضوعياً في كل الأحيان، ولأن الفيصل كان العمل الفني، ونحن قدمنا معاً عشرات الأعمال الناجحة، ومنها «وقال البحر»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«عصفور النار»، و«أنا وأنت وبابا في المشمش»، و«ما زال النيل يجري»، و«النوة»، و«الشارع الجديد»، و«كوكب الشرق» وغيرها.