مهندسة تجسد تاريخ الفراعنة على الحقائب

شعبان بلال (القاهرة)

عشقت المهندسة المصرية مروة قباري كل ما يخرج من بين أصابعها منذ الصغر، ومثل الكثير من الفتيات تعلمت من والدتها التطريز والكروشيه، وحتى عندما انتقلت إلى عالم الأكسسوارات كان لها تاريخ طويل مع الأحجار الكريمة.
ودرست قباري الهندسة الزراعية، ومن ضمن دراستها كان الرسم الهندسي، وهو ما ساعدها في مجال تصنيع المنتجات الجلدية اليدوية.

وجاء الاختراع من قلب الحاجة عندما فكرت المهندسة المصرية في صناعة حقيبة خاصة لها من الجلد الطبيعي، فلم تخرج بالشكل المطلوب، ولأنها تعلم أن العلم والموهبة وجهان لعملة واحدة، ذهبت إلى إحدى الدورات التدريبية المتخصصة في تعليم فن صناعة الحقائب من الجلود.

تتحدث قباري لـ«الاتحاد» عن رحلة الجلد الطبيعي منذ مفارقته لجسد الحيوان حتى يتحول إلى حقيبة صغيرة أو كبيرة، فتحصل المهندسة على الجلود من المدابغ وتتأكد من نوعها فهناك فارق بين جلود الحيوانات الصغيرة مثل الماعز والخراف وبين الكبيرة مثل الأبقار والجاموس والجمال.
وتتولى قباري بنفسها صناعة ورسم الحقيبة من الألف إلى الياء حتى تركيب السوستة الداخلية والخارجية، وتصميم صورة أو نقش معين على برنامج فوتوشوب ثم حفره بجميع الألوان والتصميمات على منتجاتها الجلدية المميزة حتى تضيف إليها المزيد من القيمة والبهجة معاً.

وتفضل التصميمات التراثية وأكثرها من الفرعونية التي تلقى إقبالاً كثيراً، وكذلك وجوه الفتيات ذات الشعر الملون المبهج، كما أنها تقدم حقائب صغيرة للرجال أيضاً وبأحجام متنوعة وليست مقتصرة على العمل مع السيدات فقط.
ولأنها تصر على صناعة كل شيء بنفسها تحتاج الحقيبة إلى فترة عمل تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام حسب حجم الحقيبة ونوع العمل والتطريز المطلوب فيها، وبسبب هذا الجهد الكبير لا تغمض أعينها إلا لأربع ساعات فقط يومياً، وكل هذا في سبيل الحقائب الجلدية المميزة.
وحصلت الصانعة الماهرة على الكثير من جوائز الإبداع التي تقيمها الوزارات المصرية، وتتنافس مع أكثر من 70 شخصاً آخر، إلا أن منتجاتها تأتي برسالة تجعلها إما الفائزة الأولى أو من بين الثلاثة الأوائل، وكان من بين أهم هذه المنتجات حقيبة سفر جلدية يدوية الصنع بالكامل.

وخلال الأيام الأخيرة اختارت فكرة غير موجودة ونفذتها بطريقة عبقرية، حيث حرصت على تقديم حقيبة سفر تحمل تصميم تابوت توت عنخ آمون، شاملاً قناع الملك الذهبي الأشهر في العالم، والذي يحتاج إلى الكثير من العمل والدق والحفر والتلوين، نظراً لكثرة تفاصيله التي سبقها بها أجدادها المصريون القدماء.