أحمد مراد (القاهرة)
عند سفوح الجبال وبين أحضانها، وفي أدغال الغابات وبين حيواناتها المفترسة، ما زالت تعيش قبائل من زمن البدائية، لا يعرفون شيئاً عن العالم الخارجي، ومنعزلون تماماً عن تطورات القرن الواحد والعشرين، وما زالت تمارس عاداتها وطقوسها القبلية، وغالبيتها أغرب من الخيال.
سورما.. كسر أسنان الفتاة للتجميل
تضم قبائل سورما الإثيوبية قبيلتي سوري ومورسي، وتستوطن بعض المناطق في شمال وادي أومو، ويشتهر أفرادها بطريقة غريبة يزينون بها أجسادهم، وعلى مدى مئات السنين توارثت هذه القبائل العديد من العادات والتقاليد، وهذه العادات تحتم على الصبي عندما يصل إلى سن الزواج تعلم فن المبارزة بالعصا، والمعروف بـ «ساجيني»، ويُستعمل هذا الفن في القتال أو في المبارزات الاحتفالية. أما الفتاة فعندما تصل إلى سن الزواج فتُكسر أسنانها السفلية بحجر، وتُفتح الشفة السفلية بآلة حادة، والغريب أنهم يعتبرون هذا الأمر عملية تجميلية، ويزداد مهر الفتاة كلما زاد حجم شفتها.
كونسو..مكانة مرموقة لأصحاب الكروش
تعيش قبيلة كونسو في منطقة وادي نهر أومو جنوب إثيوبيا، ويزيد عدد سكانها على 5 آلاف نسمة، ويشتهرون بالزراعات البدائية ورعي الحيوانات، وغالبيتهم لا يعرفون الملابس، ولا يهتمون بإرتدائها، ويتعجبون من الأجانب الزائرين وما يرتدونه من ملابس. أما غذاء القبيلة فيعتمد على حبوب الذرة، ويشربون اللبن والدم.
ويحظى الرجال أصحاب الكروش والأجسام الضخمة بمكانة اجتماعية متميزة بين أفراد القبيلة الذين يهابون الرجل كبير الجسم، وصاحب البطن الكبير والضخم، ومن ثم يمارسون العديد من العادات لنفخ الكروش. وفيما يتعلق بالزينة، فإن النساء تضعن على شفاهن السفلية قطعاً مستديرة من الأخشاب لفرد الشفاه وتكبيرها، بينما يتزين الرجال بأشكال غريبة أشبه بالحيوانات، ويلونون أجسادهم بألوان مختلفة، ويتزوج الفتيان في سن الخامسة عشرة، ويحرصون على تعدد الزوجات.
وتؤمن قبيلة كونسو بأن هناك حياة خاصة للموتى في العالم الآخر، ولذلك يصنعون للميت تماثيلاً وأشكالاً من الدمى الخشبية، ويضعون هذه الدمى على الطرقات وفي المقابر كنوع من الذكرى.
الكايا.. بيوت فوق الأشجار
تعيش قبيلة الكايا في غابات الأمازون بالبرازيل، ويشتهر أفرادها بالعدوانية الشديدة تجاه أي غريب عنهم، وذات مرة حاولت طائرة الاقتراب منهم وتصويرهم فهاجموها بالسهام، ويصفهم البعض بـ «المسعورين»، حيث يهاجمون أي إنسان يقتحم الغابات التي يسكنوها، ويصنعون كمائن لاصطياد الصيادين الذين يصطادون الحيوانات بالرصاص.
ويحرص أفراد القبيلة على تغطية أجسادهم ورؤسهم بالرسومات الملونة، ويعد ملك القبيلة سليل الدم الملكي من أصل الهنود الحمر، ويقوم أكبر 10 رجال في القبيلة بسحب الدم بجرح الملك الجديد، وإذا كان الدم غامقاً يكون الملك، وإذا كان فاتحاً يستبدل بغيره.
ومن أبرز عاداتهم الاجتماعية الغريبة أن الزوجة إذا أغضبت زوجها بأي تصرف يقوم الرجل إما بإلقائها من أعلى الشجرة، أو ضربها، ويصل الأمر إلى حد قتلها، ويبنون أكواخهم في أعالي الأشجار بارتفاع يقارب 10 أمتار تقريباً.
الكازاخ.. أحفاد جنكيز خان
تقيم قبيلة الكازاخ في جبال التاي في منغوليا، وهي المنطقة التي جاء منها القائد المنغولي، جنكيز خان، الذي يعتبرونه رمزاً للقوة، ويعتبرون أنفسهم أحفاد الخان الأكبر.
ويرتبط رجال القبيلة بالنسور، ويعتبرون علاقاتهم مع النسور الذهبية الضخمة كالزواج بين الرجل والنسر، ويطلقون على علاقتهم بالنسور «الهاكسيتي» وتعني الارتباط اللانهائي، ويقوم الرجال بتدريب النسور لمدة خمس سنوات، وخلال هذه الفترة يأكلون مع النسر ويشربون معه ويبيتون معه، وبعد خمس سنوات يتم الإفراج عن النسر المدرب. ويشتهرون بعدة عادات اجتماعية غريبة مثل منع الزواج من الأقارب، ويقدم العريس مهرين أحدهما للعروس والثاني لأمها مقابل رضاعة العروس.
يالي.. أكلة لحوم البشر
تقيم قبيلة بالي الإندونيسية في شرق سهل باليم بمرتفعات بابو، ولا يمكن الوصول إلى القرى التي تعيش فيها، إلا عن طريق المشي لساعات طويلة بسبب التضاريس الوعرة التي تحيط هذه القرى، ومن ثم لا تتواصل مع العالم الخارجي، ولا تعرف عنه شيئاً.
ويوصف أفراد هذه القبيلة بأنهم «نباتيون»، حيث يعتمد غذائهم على النباتات الطبيعية التي تنمو في أراضيهم، وأبرزها القلقاس والبطاطا التي تُزرع على سفح الجبل، فضلاً عن صيد الأسماك.
ويشتهر أفراد القبيلة بمهارات فائقة في استعمال الأقواس والسهام، وقديماً كانوا يهاجمون الأعداء من القبائل الأخرى، ويختطفون الرهائن، ويأكلون لحوم هؤلاء الرهائن في احتفالات خاصة، كما كانوا يقومون بطحن عظام الرهائن مع التراب وينثرونه على أراضي القبائل المعادية بغرض تخويفهم.
الهيمبا.. المرأة رب الأسرة
تقيم قبيلة الهيمبا في إحدى المناطق النائية بدولة ناميبيا في جنوب القارة الإفريقية، ويصل عدد أفرادها إلى 50 ألف نسمة، ويعتمدون في معيشتهم على الصيد البري وتربية المواشي، وتمارس المرأة الدور الأبرز في مختلف شؤون الحياة، حيث تتولى مسؤوليات تربية المواشي، وإحضار الماء من الأنهار، وجلب الحطب، وبناء المنازل، وتربية الأطفال، وعندما تصل الفتاة إلى سن الثالثة عشرة يقومون لها احتفالات كبيرة، وتذهب إلى المكان المخصص للشعائر الدينية، وتبقى هناك حتى تأتي إليها بنات القبيلة.
أما الزي فلا يرتدي أفراد القبيلة رجالاً ونساءً سوى تنورة قصيرة جداً مصنوعة من جلد الماعز تغطي المنطقة السفلية فقط من الجسم، وتبقى المنطقة العليا التي تشمل البطن والصدر عارية تماماً عند الذكور والإناث.
الماساي.. الزواج بـ 70 امرأة
تستوطن قبيلة الماساي أعالي وادي النيل حول بحيرة فيكتوريا وجبل كليمنجارو في تنزانيا وكينيا، ويقترب عدد سكانها من 300 ألف نسمة، ويؤمنون بأن ما يُعرف بـ «انكاي» هو من خلق العالم، وتبدأ حياة الطفل في القبيلة بشيء مروع، حيث يثقبون الأذن لكل من الفتيان والفتيات في غضروف الأذن العليا بالحديد الساخن، ويتم قطع حفرة في فص الأذن، وتُضخم تدريجياً عن طريق إدراج لفات من أوراق أو الكرات المصنوعة من الخشب أو الطين، ويعيش الشباب لعدة أشهر في الأدغال حيث يتعلمون التغلب على الأسود، ويجوز للرجل أن يتزوج من 70 امرأة.