عدد اليوم
خولة علي (دبي)
من هواية جمع مجسّمات الشخصيّات الكرتونية، إلى احتراف تشكيلها وتصنيعها خطوة بخطوة، يظهر شغف محمد يوسف الحوسني، مهندس في شركة أدنوك، بجمع نماذج من المنحوتات الكرتونية التي تعيد إليه ذكريات الطفولة، بما قدَّمته من أحداث وقصص الصراع بين الخير والشر، ومشاهد من القوّة والتشويق، ما زالت عالقة في البال.
تحدّث محمد يوسف الحوسني عن عشقه لهذا الفن، قائلاً: عندما نرى شخصيات أفلام الكرتون، سرعان ما نسترجع الطفل الموجود بداخل كل منّا، ويجذبنا البطل بشجاعته، فنتقمَّص دوره بين أقراننا، ولا يمكن أن تغيب تلك اللحظات عن ذاكرتنا، وما إن نسمع أغنية مسلسلاته حتى نردِّد كلماتها بكل حبّ ولهفة.
مجسّمات دقيقة
وروى بداياته في عالم تصميم شخصيات الكرتون، وهو في الـ 13 من عمره عندما سافر في بعثة مدرسية إلى اليابان، أرض الإبداع الكرتوني ومسقط رأس معظم الأفلام الكرتونية، مشيراً إلى أنه لم يقاوم شراء قطع كثيرة منها عندما شاهد مدى انتشارها في الأسواق والمصانع.
أضاف: أكثر ما جذبني وأبهرني مهارة الفنانين اليابانيّين في صناعتها، وهم يحوِّلون الرسومات إلى مجسّمات دقيقة بحرفية عالية، وهنا كانت أولى خطواتي في تعلّم وممارسة صناعة الشخصيات الكرتونية مستخدماً فيها، مادة «الريزن».
الرسم أوّلاً
وذكر محمد أن هذه الحرفة تتطلَّب موهبة الرسم في المقام الأوّل، ما يسهّل على كثيرين ممارسة أنواع مختلفة من فنونها، والتعرّف بعد ذلك إلى أساسيّات النحت، وتطبيق أي رسم على مادة النحت، موضحاً أن إتقانه هذه الخطوات تطلّب الكثير من محاولات التعلّم على يد فنانين محترفين أثناء وجوده في اليابان، وما تبعه من ممارسة وتطبيق.
ويعتمد إنجاز العمل باحتراف، على استخدام مادة «الريزن» وأدوات النحت وألوان خاصة، إذ إنها تُنحت أوّلاً ثم تُطلى وتُترك لفترة حتى تجفّ تماماً.
ولفت إلى أن القيام بهذه الخطوات بدقة، عمل شاقّ نوعاً ما، ويتطلّب الكثير من الجهد والوقت، إلّا أن متعة الإنجاز تبدِّد أي تعب أو شعور بالإرهاق.
