عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
«أوذنة» الأثرية في تونس، مدينة رومانية متكاملة ضاربة في التاريخ، تزخر بالآثار وتُعرف بمدينة الأسرار لما فيها من دهاليز وطباقات. ظلَّت شامخة بوجه الطبيعة وصامدة أمام التقلّبات الجويّة بالرغم من مرور آلاف السنين، مع أنها منسيّة وتبحث عمّن ينفض عنها غبار النسيان.
أغسطس
عن تاريخ مدينة «أوذنة»، أو «أوتينا» كما كان يسمّيها الرومان، تحدّث الدكتور نزار بن سليمان، المتخصِّص بالبحوث في المعهد الوطني للتراث، مشيراً إلى أنها تعود إلى زمن بعيد، غير أن ازدهارها الحضاري والتاريخي والفكري والثقافي ظهر في عهد الإمبراطور الروماني «أغسطس».
وذكر أنه بالرغم من ثراء «أوذنة» لم يُكتشف من آثارها حتى اليوم إلّا 10% فقط، إذ إن وزارة الثقافة التونسية لا تستطيع وحدها تحمُّل أعباء الحفريات والترميم، لذلك وجب تظافر جهود الوزارات المعنيّة للاستفادة من الموقع الذي يتميّز بقربه من العاصمة وسهولة الوصول إليه، فضلاً عن مساحته التي تتجاوز 4 آلاف هكتار والطبيعة الخلّابة المحيطة به.
أكبر المسارح
المسرح الدائري هو رابع أكبر المسارح الدّائريّة التي تمّ بناؤها بشمال أفريقيا بعد «قرطاج» و«الجمّ» في تونس و«لبدة» في ليبيا، يتسِّع لـ 17 ألف متفرِّج، ويعود إلى بداية القرن الثاني الميلادي.
أضخم المعابد
«الكابيتول» يُعتبر أضخم معبد بشمال أفريقيا بعد «الكابيتو» فيل قرطاج، ويضم 3 معابد ترمز إلى «جوبيتار» وزوجته «جينون» وابنته «مينارفا». يتكوّن المعبد الضخم في طابقه العلوي، الذي دُمِّر بالكامل، من قاعتين للعبادة، و3 طوابق سفليّة ما زالت بحالة معمارية شبه جيدة، شُيّدت فوق هضبة صغيرة وكانت تُعتبر صفة استثنائية قبل أن يتم إخلاء الموقع في نهاية القرن الخامس الميلادي. وقد عُثر داخل إحدى قاعات الطابق السفلي الأوّل على بقايا معصرة زيت.
أشهر المعالم
حمامات عموميّة كبرى تُعتبر هي أيضاً من أشهر المعالم التي وقعت فيها حفريات تونسية، وثاني أكبر الحمامات في شمال أفريقيا بعد حمام أنطونيوس في قرطاج.
تمتد على مساحة 12 ألف متر مربع وتمتاز بوجود طابقين، سفلي للخدمات الخاصة بتخزين الأخشاب لاستعمالها في تسخين المياه، وعلوي مفتوح لعموم الناس يرتاده سكان المدينة، ليس للنظافة فقط، وإنما للاجتماع والراحة والاستجمام. توجد فيه فضاءات مخصّصة للرياضة وأماكن للقراءة ومتاجر للأكل ولبيع البضائع، ليجسد في مجمله عالماً متكاملاً يمكن قضاء اليوم فيه.
