تامر عبدالحميد (أبوظبي)
في إطار من الجريمة والتشويق والغموض، تدور أحداث الفيلم الإماراتي الجديد «كروموسوم» الذي ستنطلق عروضه في صالات السينما المحلية، اليوم الخميس، وهو من تأليف وإخراج علي جمال، الذي يلعب بطولته مع عبدالله بن حيدر ونورة العابد وعادل إبراهيم وسيف منظور.
يستعرض الفيلم صراع الخير والشر بين صديقين علاقتهما عمرها 15 عاماً، يقرِّران أن يجنيا المال بطرق غير شرعية مثل المقايضات وعمليات السرقة، ويشقّ كل منهما طريقه ثم يقرِّران تنفيذ عمليتهما التي يتقاضيان من خلالها مبلغاً باهظاً، فتنقلب حياتهما رأساً على عقب.
الفيلم الذي صُوِّر في دبي، تم تقديمه بعرض خاص أوّل أمس بحضور أبطال العمل، ومجموعة من صنّاع السينما، بينهم المخرج هاني الشيباني والمخرج أحمد زين، في «فوكس سينما» بـ «وافي مول» بدبي.
جرعة منعشة
عن ظروف العمل، تحدّث المؤلّف والمخرج علي جمال، موضحاً أن كتابة النص استغرقت عامين تقريباً، وتم تعديله أكثر من مرة لتقوية عناصره من القصة والحبكة، خصوصاً أنه غني بالأحداث الغامضة.
قال: أؤمن بأن النص هو أساس العمل السينمائي، والخامة التي تُصنع منها العناصر الأخرى، لافتاً إلى أن تصويره تم في أكثر من أسبوعين، والعمل على المونتاج استغرق شهرين، وكان جاهزاً للعرض في مارس 2020 لولا الجائحة.
واعتبر أن التأخير جاء لصالح العمل، إذ زاد من تشويق الجمهور للمشاهدة، ولا سيما أن عرضه يتزامن مع تحسّن الوضع السينمائي العالمي والعربي الذي تأثَّر كثيراً منذ بداية «كورونا»، وأدّى إلى إغلاق صالات العرض، معرباً عن تفاؤله بالإجراءات الاحترازية وانتشار اللقاحات، التي أعطت السينما جرعة منعشة للعودة إلى الحياة مجدّداً.
صبغات وراثية
وأوضح علي جمال أن «كروموسوم» يتألَّف من مكوّنات الصبغات الوراثية وجينات الإنسان، التي تتدخّل في تشكيل صفاته الجسدية والسلوكية. والفيلم يتحدّث عن سلوكيات البشر، وكيف يمكن أن تتغيّر حسب الظروف، فنتفاجأ بأحداث لم تكن في الحسبان، وتنكشف شخصيات مخفيّة، مشيراً إلى أنه بالاعتماد على ممثلين متمكِّنين ونصًّ مميَّز، جاء الفيلم مختلفاً وممتعاً.
نقلة نوعية
من جهته، عبَّر الفنان عبدالله بن حيدر عن سعادته بعرض «كروموسوم»، وقال: بالرغم من أن أزمة «كورونا»، إلا أنّني عشت خلالها حالة سينمائية مزدهرة، حيث عُرض لي 3 أفلام شاركت في بطولتها: «خورفكان»، «218 - خلف جدار الصمت» و«كروموسم»، الذي يُعتبر نقلة نوعية لي.
وذكر أن الفيلم مختلف من ناحية القصة، وتم تنفيذه بأعلى المستويات التمثيلية والإخراجية، وبالرغم من صعوبة أعمال التشويق لما فيها من أحداث متداخلة وغامضة، إلا أنه ومع تعاون فريق العمل، يمكن صناعة فيلم بأفضل صورة.
مباراة تمثيل
وأوردت نورة العابد التي يُعتبر «كروموسوم» ثاني أعمالها السينمائية الروائية، أن ما يميِّز العمل أنه يستعرض قصة لم تُطرح محليَّاً من قبل. وأضافت: بالرغم من تردّدي بداية في قبول دور «هند» بالفيلم، لأنه مركَّب وصعب، إلّا أنني تحدّيت فيه نفسي، ووجدت أنه سيكون نقلة في مسيرتي الفنيَة.
واعتبرت نورة أن الفيلم بمثابة «مباراة تمثيل»، خصوصاً أن الأداء في العمل هو بطل الحكاية، ومعظم أحداثه تقع بين مزرعة ومخزن، وهنا يأتي دور الممثِّل في تقديم أفضل ما عنده، موضحة أنه بالرغم من الجرعة الزائدة لمشاهد «الأكشن» والجريمة، فالفيلم لا يخلو من محطات رومانسية ودرامية وكوميدية.