أحمد مراد (القاهرة)
هل تخيلت يوماً أن تُحدث شجرة دوياً مثل المدافع والمفرقعات؟
هل قرأت عن قصة حب وتكامل نادر بين شجرة ونمل؟
هل سمعت عن تفاحة الموت.. وشجرة السموم؟..
هذا وأكثر من بين عجائب وغرائب الأشجار.
المنشنيل.. أخطر شجرة في العالم
تنمو شجرة المنشنيل على شواطئ ولاية فلوريدا الأميركية وأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية، ويصل طولها إلى 15 متراً، وأفرعها طويلة متدلية، وأوراقها بيضاوية حادة الحواف، زهرتها أرجوانية اللون.
يجري في أوعية شجرة المنشنيل سائل سام خطر جداً، حيث إن نقطة واحدة منه تسبب بثوراً في جلد الإنسان. أما ثمارها، فتشبه التفاح البري الحامض، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا أكلها الإنسان أو الحيوان، ولذلك عُرفت بـ «تفاحة الموت»، وإذا تعرضت هذه الأشجار للحرق، فإن الدخان الناتج عنها يصيب الإنسان بالعمى المؤقت.
صُنفت شجرة المنشنيل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأخطر شجرة في العالم، حيث تحتوي على سموم في كل جزء منها، سواء الثمار أو الجذع أو الأوراق، وقديماً وضع سكان أميركا الأصليون سمومها في رؤوس سهامهم، وقاموا بتلويث إمدادات المياه للغزاة الإسبان بسموم هذه الشجرة، وتعد سحلية جاروبو الحيون الوحيد المحصن ضد سمومها.
الكولهمة.. جلد الفيل
توجد شجرة الغريب أو الكولهمة في بلدة السمسرة بريف مدينة تعز اليمنية، وتعد أقدم وأضخم شجرة في منطقة الجزيرة العربية، ويقدر عمرها بـ 2000 عام، وعُرفت بـ «شجرة الغريب» نظراً لغرابة شكلها، فضلاً عن أنها ليس لها نظير آخر من أصنافها في منطقة الجزيرة العربية وقارة آسيا، وهي شجرة وحيدة بلا عائلة.
قبل أكثر من 1200 سنة، ذكر المؤرخ اليمني الحسن الهمداني هذه الشجرة في كتابه «صفة جزيرة العرب»، وقال عنها: «اسمها شجرة الكلهمة وهي شجرة معمرة وضخمة، يستظل تحتها 100 رجل».
وتتميز شجرة الغريب بساق ضخمة طويلة تصل إلى نحو 18 متراً، ويعلوها فروع عرضية تحمل الأوراق، ولها جذع ضخم جداً يشبه جلد الفيل يبلغ محيطه حنحو 31 متراً، في حين يبلغ ارتفاع الشجرة أكثر من 14 متراً، ويبلغ قطرها نحو 8 أمتار.
وتعد الشجرة مقصداً للزوار والسائحين والمصورين، حيث يأتيها زوار من جميع أنحاء العالم كونها واحدة من العجائب الطبيعية والنباتية.
دم الأخوين.. ورنيش ومراهم
تنتشر شجرة دم الأخوين في العديد من جزر العالم، أبرزها جزيرة سقطرى اليمنية، وترجح بعض الدراسات وجود هذه الشجرة في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ 50 مليون سنة.
وعُرفت بهذا الاسم بسبب أسطورة تناقلتها الأجيال تشير إلى نزول أول قطرة دم وأول صراع في تاريخ البشرية الذي كان بين الأخوين قابيل وهابيل، وبحسب الأسطورة فإن الأخوين سكنا جزيرة سقطرى اليمنية، وعندما حدثت أول جريمة قتل ونزفت الدماء، نبتت هذه الشجرة التي حظيت بمكانة مقدسة عند الفراعنة والحميريين والأشوريين.
هناك العديد من الاستخدامات المفيدة لشجرة دم الأخوين، حيث إنها صاحبة قيمة طبية كبيرة، إذ يستخرج من حراشيف ثمارها وقشورها مادة مفيدة من أنواع الراتج القرمزي المُستعمل في العلاج والصباغة، وتسمى «دراكو»، وقديماً كانت هذه المادة تُستخدم في علاج الجروح والتقرحات، كما كانت تستخدم لتقوية الجهاز الهضمي.
وحديثاً، تدخل مادة «دراكو» في صنع أدوية لعلاج تشققات المعدة وإيقاف النزيف الداخلي في الجسم، كما تدخل في صنع منظفات الأسنان، وتدخل أيضاً في صناعة الورنيش، والمراهم، وحبر الطباعة، وفي صباغة الرخام.
المدفع.. ممنوع الاقتراب
تنمو شجرة المدفع في منطقة البحر الكاريبي في قارة أميركا الجنوبية وفي سيريلانكا، وهي شجرة مقدسة عند البوذيين، وعُرفت بهذا الاسم بسبب أن ثمرتها إذا سقطت على الأرض وانقسمت إلى جزأين تحدث دوياً مثل دوي المدافع والمفرقعات، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا ما سقطت على الإنسان، لذلك يُكتب بجوارها لوحات ولافتات تحذر من الاقتراب منها.
وتنمو هذه الشجرة على شكل عناقيد كبيرة، يصل طول كل عنقود منها ثلاثة أمتار، وتحتوي كل حبة من ثمارها على ما بين 200 و300 من البذور.
ويبلغ عرض أزهارها القرنفلية أو الحمراء 10 سم، وهي ليس لها رحيق ويتم تلقيحها بوساطة النحل، أما ثمارها فهي كروية الشكل تكسوها قشرة خشبية خفيفة، ويتراوح قطر كل حبة ما بين 15 إلى 24 سنتمتراً، وتنمو الثمار من الجذوع مباشرة في وضع مستقيم، ويُستخرج عصير من لب ثمارها له رائحة كريهة.
هناك بعض الاستخدامات الطبية لشجرة المدفع، حيث تُستخدم في علاج حالات البرد وآلام المعدة، وتعقيم الجروح، وتخفيف آلام الأسنان.كما يستخدم عصير مصنوع من أوراقها لعلاج الأمراض الجلدية.
المصفحة.. صديقة النمل
توجد شجرة «أكاسيا النمل» المعروفة بـ «الشجرة المصفحة» بجوار مستعمرات النمل، حيث يوفر كلاهما للآخر الغذاء والحماية، فالشجرة توفر للنمل الغذاء من خلال غدد موجودة في زهورها تنتج الكثير من السكر، كما تنتج أشواكاً صفراء مغذية تحتوي على نسبة عالية من البروتين، فضلاً عن أنها توفر مساكن مريحة للنمل عبر حاويات سوداء مدورة تتنشر على أغصانها.
أما النمل فيوفر للشجرة الحماية من غزو الحشرات والفطريات والنباتات المنافسة والمتسلقة من خلال دفاع مستعمرة النمل التي يتسم أفرادها بالعدوانية الشديدة تجاه أي محاولة للاقتراب من مساكنها، حيث تضم المستعمرة الواحدة أكثر من 30 ألف نملة قادرة على حماية هذه الأشجار. كما إن النمل يساعد جزئياً في عملية تلقيح الشجرة.
جنرال شيرمان.. الأكبر عالمياً
توجد شجرة «جنرال شيرمان» في المتنزه الوطني في سيكويا في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتُوصف بأنها أكبر شجرة في العالم من ناحية الحجم والارتفاع، حيث يصل حجمها إلى 1487 متراً مكعباً. أما ارتفاعها فيبلغ 84 متراً، ويتراوح عمرها ما بين 1900 إلى 2500 عام.