عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
تعلّمت بدرية خلفان قوة الإرادة والعزيمة والإصرار، منذ تخرجها في جامعة الإمارات، تخصص إدارة أعمال، ونالت درجة الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في مجال القيادة العالمية من الجامعة نفسها، والتحقت بشركة أدما العاملة (سابقا) وأدنوك البحرية حالياً منذ عام 1986.
وتعد من أوائل الخريجات اللاتي التحقن بقطاع «النفط والغاز» لتصل إلى منصب تنفيذي، حيث تدرّجت في المناصب حتى وصلت إلى مدير الموارد البشرية، ومن ثم انتقلت لأدنوك كنائب لإدارة الموارد البشرية والإدارية، وبعدها المعهد البترولي كنائب للرئيس التنفيذي خلال مسيرة طويلة في مجال النفط والغاز، ثم انتقلت للعمل في دبي في شركة «دراجون أويل» وتتطلب طبيعة عملها التنقل بين تركمانستان وجمهورية مصر العربية والعراق، كرئيس تنفيذي للموارد البشرية.
بدرية خلفان، إماراتية، التحدي عنوانها والنجاح أهم مميزات مسيرتها المهنية، وتهوى مواجهة الصعاب في مهنتها، التي يعتبرها البعض مهنة للرجال فقط، لكن خلال وجودها في الحقول أثبتت كفاءتها بكل جدارة واستحقاق.
وتقول: «تضمن العمل في أدنوك ومجموعة شركاتها الذهاب بصفة مستمرة للحقول البحرية والجزر، مثل حقل أم الشيف، وزاكم، وجزيرة داس عندما كنت أعمل في شركة أدما العاملة. وأضافت: قبل جائحة كورونا كانت ظروف عملي تتطلب منى السفر إلى دولة تركمانستان التي تعد من الدول التي تمتلك احتياطياً كبيراً من الغاز الطبيعي، حيث نذهب إلى منطقة هازار، والتي تبعد عن العاصمة «عشق آباد» أكثر من 700 كيلومتر، وأيضاً منطقة رأس شقير في جمهورية مصر العربية، وتبعد أكثر من 300 كيلومتر عن العاصمة القاهرة، ليستمر العمل في التنقل بين المكاتب والحقول بين أبوظبي ودبي وعشق آباد والقاهرة وبين قزوين والبحر الأحمر، وهذه الرحلات الشاقة استمرت خلال حياتي العملية لأكثر من ثلاثين عاماً من العطاء.
وأشارت إلى أنها اختارت العمل في مجال شركات البترول لإحساسها منذ البداية بأنه مجال مختلف وخاصة للنساء ولوجود عنصر التحدي والعزيمة الذي استلهمته من القيادة الرشيدة، حيث كانت مسيرتها مليئة بالتحديات والإصرار لتصنع منها فرصاً تقودها نحو النجاح، وكان أكثر ما تتسلح به عند المواجهة هو عدم ترك أي فرصة يتسلل من خلالها اليأس إلى نفسها، وكانت تجد لذة في التغلب على التحديات واجتياز الصعوبات، فتشعر بالنصر والفخر بعد كل تحدٍّ.
إنجازات
وتذكر بدرية خلفان: «من بين أفراد أسرتي المهندسة والطبيبة ووالدي من أوائل العاملين في قطاع النفط، وقد اكتسب اللغة الإنجليزية بلكنة أهلها من عمله مع الإنجليز في أربعينيات القرن الماضي، وها أنا جئت للعمل من أجل نفسي وطموحي، ومن أجل أبي قدوتي ومثلي الأعلى.
وتوضح: «أفتخر بأني من أوائل خريجات جامعة الإمارات، في مجال «النفط والغاز» والوصول لمنصب تنفيذي وما زلت أعمل حتى الآن، وكلي فخر أنّي مهدت الطريق لبنات جيلي ومن بعدي للدخول في هذا المجال، وأزلت الكثير من العقبات من طريقهن وكنت سبباً في تغيير بعض قواعد المميزات الوظيفية، وكلي فخر أنني توليت منصب نائب رئيس لجنة التوظيف وكان فيها جانب وطني مهم، فكان علينا مقابلة المواطنين الباحثين عن وظائف، حيث ساهمت في توظيف وتدريب المئات من المواطنين والمواطنات؛ كوني خبيرة في الموارد البشرية، وساهمت في بناء الإنسان. وأعربت عن سعادتها بوضع بصمة الإماراتيين وابنة الإمارات في بحر قزوين والبحر الأحمر لنثبت للجميع قدرة أبناء هذا الوطن على التميز والعطاء في كل الاتجاهات، ولا زلت أشعر بالفخر بخبرتي الطويلة في مجال القيادة والموارد البشرية التي اكتسبتها بالجهد والالتزام وحب التعلم.
رحلة شغف
كان لجائحة كورونا آثارها السلبية على الكثيرين، لكنها تحوّلت إلى إيجابية في حياة بدرية خلفان، فعلى صعيد العمل كانت هناك فرص لتعلم المزيد لترقى بمستوى الأداء وتحافظ على مواردنا المالية والبشرية، وعلى الصعيد الشخصي وكونها تسكن في أبوظبي وتعمل في دبي، فقد كانت الفحوص الدورية وصعوبة التنقل سبباً في إعادة جدولة الأولويات ومزيد من التنظيم لحياتها ويومياتها، فأعادت حساباتها للاستقرار في دبي طوال أيام الأسبوع للعمل وقضاء العطلة الأسبوعية في أبوظبي، ما منحها الكثير من الهدوء.
أهداف
قالت بدرية خلفان: وضعت لنفسي أهدافاً جديدة في نهايات 2020 لتحقيقها في عام 2021، ومن ضمن هذه الأهداف تدوين مسيرتي العملية، والتحديات التي واجهتها لتكون حافزاً ملهماً للغير، ومن هنا جاءت فكرة كتابي «رحلة شغف».
وأضافت: يتطرق الكتاب لبدايات مسيرتي في مجال النفط والغاز والتحديات والصعوبات التي واجهتها، واستعرضت بأسلوب سهل الحرفية والمهنية التي يتميز بها هذا القطاع، بالإضافة إلى بعض الجوانب الشخصية في القيادة والإدارة مع بعض المواقف التي مررت بها.
هوايات
على الرغم من كثرة المشاغل والمسؤوليات، فإن بدرية خلفان خصصت لنفسها وقتاً للقراءة، خاصة الشعر الحديث والقديم، وبدأت في تعلّم «آلة القانون» الشرقي ووصلت لمرحلة متقدمة في العزف، وتتمنى الوصول للحرفية في العزف على هذه الآلة الجميلة، وتقول عن ذلك: ما يجعل الموسيقى موسيقى هي المسافات بين العلامات الموسيقية والسكون، فإن لم تكن هناك مسافات، لن نسمع سوى الضوضاء المستمرة.
تميز الأبناء
بدرية خلفان متزوجة ولديها أربعة أولاد حققوا جميعهم إنجازات طيبة، خاصة في الشطرنج وركوب الخيل، وقد فاز ابنها محمد بالمركز الأول في إحدى بطولات الشطرنج بأبوظبي.
