التحمت مركبة "شنتشو-12" المأهولة، بعد أكثر من ست ساعات على انطلاقها من الصين، اليوم الخميس، بالوحدة الأولى في محطة الفضاء الصينية التي تبنيها بكين.
هذه أول رحلة مأهولة للصين منذ خمس سنوات تقريباً ويتوقع أن يبقى رواد الفضاء الثلاثة في هذه المهمة، ثلاثة أشهر في المدار. وهي فترة قياسية للعملاق الآسيوي.
بعد ظهر اليوم الخميس بالتوقيت المحلي، أعلنت الوكالة الصينية المكلفة بالرحلات المأهولة "نجاح" التحام مركبة "شنتشو-12" بـ"القصر السماوي"، محطة الفضاء الصينية.
وحملت المركبة رواد الفضاء الصينيين: نيه هاي شنغ (56 عاما) وليو بوه مينغ (54 عاما) و تانغ هونغ بوه (45 عاما).
قبل ست ساعات على ذلك، أقلع الصاروخ "لونغ مارتش -2 إف" من منصة في قاعدة "جيوكوان" الفضائية في صحراء غوبي (شمال غرب الصين) قبل أن يدخل المدار بعد عشر دقائق.
وعرض تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي الصيني مشاهد لرواد الفضاء مبتسمين وهم يرفعون غطاء الوجه عند وصولهم إلى المدار.
وقال مدير مركز الإطلاق زانغ زيفين "الألواح الشمسية فتحت بطريقة طبيعية ويمكننا القول إن عملية الإطلاق ناجحة".
تشكل وحدة "تيانخه"، التي وُضعت في المدار في 29 أبريل الفائت، مركز قيادة محطة "تيانغونغ" (القصر السماوي) ومكان إقامة الرواد وهي في مدار منخفض على ارتفاع يراوح بين 350 و390 كيلومتراً.
وأمام الرواد الثلاثة مهمات كثيرة، من صيانة ونصب معدات والخروج إلى الفضاء وتحضير مهمات بناء مقبلة ومجيء طواقم أخرى.
وستسحب محطة الفضاء الدولية، التي تجمع كلاً من الولايات المتحدة وروسيا وكندا وأوروبا واليابان، من الخدمة في العام 2024 حتى وإن كانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لم تستبعد تمديد عمرها لما بعد 2028.
عند اكتمالها، ستبلغ كتلة "تيانغونغ" حوالي 90 طناً، ومن المتوقع أن تعمل لمدة أقلها عشر سنوات، بحسب وكالة الفضاء الصينية.
وهي ستكون أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية ومشابهة لمحطة الفضاء السوفياتية "مير" التي أطلقت في العام 1986 وسحبت من الخدمة في 2001.
وجرى التخطيط لإرسال 11 مهمة أخرى خلال العام ونصف العام المقبل لاستكمال عملية إنشاء محطة "تيانغونغ" في المدار والتي تتضمن تركيب ألواح شمسية ووحدتين مخبريتين. وتشكل مهمة الخميس الثالثة من بينها. ومن المقرر أن تتضمن أربع مهام مأهولة.
وإضافة إلى الوحدة الحالية، ستتضمن المحطة وحدتين أخريين هما عبارة عن مختبرين سيرسلان إلى الفضاء في العام 2022. وسيسمحان بإجراء تجارب في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب وعلم الفلك وتكنولوجيات الفضاء.