اكتشف علماء قطعة صغيرة من نسيج صوفي مطرز بنية اللون عُثر عليها في النرويج مؤخرًا، تعود إلى عصر الفايكنج، منذ ألف عام تقريبًا، والذي يعتبر فترة هامة في التاريخ الأوروبي، وخاصة أوروبا الشمالية والتاريخ الإسكندنافي، وتمتد من أواخر القرن الثامن حتى القرن الحادي عشر.
وقالت عالمة الآثار روث إيرين أوين في المتحف الجامعي بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا "إن العثور على المنسوجات المطرزة من عصر الفايكنج أمر غير معتاد لدرجة أنك لا تستطيع أن تصدق أنه أمر حقيقي، بحسب سكاي نيوز.
وتابعت: "أولئك الذين يعملون في مجال الآثار يسعدون إذا وجدوا قطعة قماش طولها سم في سم واحد، لكن في هذه الحالة لدينا ما يقرب من 11 سم من بقايا النسيج، كما أن اكتشاف عملية التطريز ذاتها يعد أمرًا فريدًا تمامًا.
كان هذا الاكتشاف فريدًا جدًا لدرجة أن أويان لم تصدق ما رأته من خلال عدسة المجهر، فتقول: المنسوجات المطرزة من عصر الفايكنج شيء نعرفه فقط من عدد قليل من المقابر الفخمة، مثل Oseberg وMammengraven في الدنمارك".
وعثر العلماء على النسيج في قبر امرأة في هيستنس في مقاطعة ترونديلاج الجنوبية بالنرويج، أثناء عمليات تنقيب، ويرجع تاريخ القبر إلى ما يقرب من 850-950، في منتصف عصر الفايكنج.
ووُضعت المرأة المتوفاة في حجرة دفن خشبية في كومة طويلة فوق القبر، يعتبر هذا النوع من المقابر أمرًا غير معتاد في وسط النرويج.
ويقول عالم الآثار ومدير مشروع التنقيب ريموند سوفاج: "تنتشر مقابر الغرفة بشكل أساسي في بيركا وسكانيا (اسكونه اليوم) بالسويد، وفي المناطق الدنماركية السابقة، والأجزاء الجنوبية الشرقية من النرويج، وهيديبي في ألمانيا ".
كما عثر العلماء في قبر المرأة أيضا علي بروش من ثلاثة فصوص، وهو اكتشاف نادر جدًا في النرويج، لكنه معتاد في المناطق الدنماركية القديمة، كما تم دفنها مع عدة مئات من اللآلئ الصغيرة، وهو نوع معروف فقط في عدد قليل جدًا من المقابر النرويجية.
وأضاف سوفاج :"اللآلئ كانت مركزة على كتفها الأيمن، لكننا لا نعرف ما إذا كانت عقدًا من اللؤلؤ أم شيء آخر، تم تفسير اكتشاف من مستعمرة "هيديبي" مع لآلئ مماثلة على أنه تطريز باللؤلؤ بشكل أو بآخر، ومن المعقول أن يكون الأمر كذلك هنا..ومع ذلك، فإن المنسوجات هي أكثر الاكتشافات استثنائية في القبر".