علي عبد الرحمن (القاهرة)
أثناء تصوير فيلم معبودة الجماهير، والذي شارك في بطولته عبد الحليم حافظ وشادية، لم تكن أغنية «جبار»، من ضمن أغاني الفيلم الـ4 المتفق عليها مسبقاً في أحداثه، ويروي الموسيقار محمد الموجي قصة الأغنية جاءت، أن من ضمن أحداث الفيلم هي النقلة الدرامية لبطل العمل المطرب «إبراهيم فريد»، والذي جسد شخصيته عبد الحليم حافظ، من مرحلة الفقر المدقع إلى مرحلة الثراء والشهرة، وكان من المتفق عليه إيصال تلك الرسالة الدرامية من خلال تصور موسيقي للموسيقار علي إسماعيل، ولكن المخرج حلمي رفله كان له رأي آخر وهي وضع أغنية جديدة لهذه النقلة الدرامية الهامة بأحداث الفيلم، بدلاً من الموسيقى التصويرية، وطلب من الثنائي الشاعر حسين السيد، والملحن محمد الموجي الانتهاء من الأغنية في أسرع وقت قبل سفر حليم إلى لندن لتلقي العلاج، وحتى يضمن سرعة إنجازنا ساومنا على عدم دفع باقي مستحقاتنا المالية عن أغنية «حاجة غربية»، لحين الانتهاء من الأغنية الجديدة.
ليعتكف الثنائي على الأغنية لمدة يومين متواصلين، وبعد الانتهاء يذهب الثنائي إلى مكتب المخرج حلمي رفلة ومعهم الأغنية، إلا أن عبد الحليم طلب تعديلاً على الأغنية، حيث يرى أن نهايتها ضعيفة ويجب أن يكون في موضع قوة بعد الشهرة والثراء الذي حققهما في أحداث الفيلم.
وعندما استشار عبد الحليم حافظ آراء أصدقائه الكاتب الصحفي وجدي الحكيم، والشعراء عبد الوهاب محمد ومأمون الشناوي، والملحن كمال الطويل عن رأيهم في أغنية «جبار»، اعترض الرباعي على الأغنية لأنها لا تناسب جمهور العندليب الأسمر، وكانت وجهة نظرهم تتمحور حول أن الأغنية جرعة فنية دسمة ومن الصعب على الجمهور حفظها بسهولة، ولن تأخذ صدى نجاح أغانيه الأخرى، وقد راهنهم العندليب الأسمر أن تلك الأغنية ستحقق نجاحاً كبيراً، وعلى أن يكون الرهان مأدبة عشاء لأبطال الفيلم في إحدى الفنادق الشهيرة بالقاهرة، وبالفعل سجل حليم الأغنية بصوته بعد 4 أيام من تلك الجلسة، وخاب ظن عمالقة التأليف والتلحين بتلك الفترة في أغنية «جبار»، واعترفوا جميعاً أن عبد الحليم له رؤية فنية خاصة، وتحمل الرباعي تكلفة مأدبة العشاء والتي كانت قيمتها 160 جنيهاً مصرياً وهذا بالطبع رقم ضخم للغاية بذلك الوقت.