هناء الحمادي (أبوظبي)
تنسج بثينة الشامسي من الدُمى حكايات الماضي ورونق الحاضر والمستقبل، وترى فيها أكثر من مجرّد وسيلة للّعب، فهي تُقدّم كهدية في المناسبات المختلفة لتبقى ذكرى عزيزة بين المتهادين. وعلى عكس ما يظن البعض، ليست الدُمى للصغار فقط، وإنما يطلبها الكبار بالحماس نفسه، إذ ترتدي الحرير وتتزيّن بالحُلي.
لمسات
درست المهندسة بثينة الشامسي في الولايات المتحدة الأميركية، وحصلت على ماجستير العلوم في الهندسة الكهربائية في عدة تخصصات منها الطاقة والإلكترونيات. تعشق العلوم والبرمجيات وشغوفة بالقراءة، لكن حبها لاكتشاف الدُمى أدخلها في عالم خاص، حيث تحيك بأناملها الدُمى وتضفي عليها اللمسات الجمالية، من دون أن تغفل تزيينها بملامح جاذبة، مثل الملابس والأكسسورات لتخرج الدُمى بكامل أناقتها.
تدوير
تتحدث الشامسي عن حبها لصناعة الدُمى، مشيرة إلى أن البداية كانت من خلال رسمها وإعادة تدويرها، بحيث تمنح الدُمى فرصة ثانية وتحوّلها إلى قطع فنية، بتصميم ومعالجة الأقمشة والخياطة الدقيقة وصناعة المواد الأوّلية كالشعر، وإعادة ترميمها بطرق متخصصة.
وقالت: تخصصي في هذا الفن حدث بالصدفة، أثناء زيارتي لأحد متاجر الألعاب، حيث لفتني أن الدُمى الحالية جامدة ومملّة وصناعنها ليست جيدة تماماً، بالرغم من أنها من علامات تجارية معروفة.
ومع الوقت رغبت بإحداث تغيير إيجابي، فاقتنيت دُمية صغيرة وبدأت أعدّل عليها تدريجياً، وعندما انتهيت لاحظت أنني غيّرتها بالكامل.
وأضافت: من هنا قرّرت إعادة تدوير الدُمى لعدة أسباب أهمها، قيمة الدُمية المعنوية في حياة الأطفال ودورها في تغذية إبداعاتهم ومخيّلتهم التي لا تُقدّر بثمن.
أفكار
تستلهم بثينة الشامسي أفكارها غالباً من الطبيعة والبحر وريش الطيور، وكذلك من الشِعر والكتب، وملمس الأقمشة ومنها الحرير، ولا تحصر نفسها باتجاه معيّن أو ألوان معيّنة، لتخرج الدُمية من بين أناملها بعيدة عن المألوف وفيها لمسات جمالية تبهر من يقتنيها. وأوضحت الشامسي أن فن الدُمى يشمل عدة حرف يدوية لتحويل الدُمية إلى قطعة فنية، ويشمل عدة خطوات أوّلها تأهيل الدُمية وإزالة الألوان المصّنعة والشَعر، ومن ثم استخدام الورق لنحت طبقات البلاستيك الأولى وإضافة مواد حافظة كطبقة أولية. وبعدها تبدأ عملية تجهيز المواد الأساسية مثل الشَعر والأقمشة، ثم مرحلة الرسم والخياطة وصولاً إلى الجهوزية الكاملة ومرحلة التقاط الصور.
توثيق رقمي
عن لمساتها الخاصة أكدت الشامسي، أنها تحاول التطوير في طرحها لمحتوى صناعة الدُمى، وتعتمد على التوثيق الرقمي للتصاميم حتى تتضح الفكرة أكثر. وتضع أفكارها وذوقها مع إعادة تدوير كل دُمية، للحصول على التصاميم الأوّلية للنماذج، ومن ثم تتبعها بالمهارة التقنية، وبهذا تحافظ على بصمتها.