طه حسيب (أبوظبي)
«من دون النباتات سنفقد 80 في المائة من الغذاء الذي نتناوله»، معلومة في غاية الأهمية تُركز عليها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعية في منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنطلق منها لتفعيل السنة الدولية للخضراوات والفاكهه، خلال 2021 والتي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنتها في ديسمبر 2019، وهدفها الأساسي التوعية بالفوائد التغذوية والصحية للفواكه والخضراوات والحد من هدرها، حيث تكافح سوء التغذية، وتعزز نظام المناعة وتقي من الأمراض غير المعدية.
شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، دعا جميع أصحاب المصلحة إلى المشاركة والمساهمة تحت شعار «الفواكه والخضراوات: أسس تغذيتكم»، مؤكداً خلال الإعلان عن السنة الدولية للفواكه والخضراوات أن الهدف منها زيادة توافر الفواكه والخضراوات الطازجة والآمنة والجيدة للمستهلكين وبتكلفة ميسورة، والحد من هدرها. وليس هناك ما هو أفضل من الخضراوات والفاكهه كوسيلة لزيادة دخل المزارعين في الدول النامية، باعتبارها «محاصيل نقدية».
وأنه في ظلّ الأزمة الصحية الراهنة في مختلف أرجاء العالم، من المجدي تماماً تشجيع الأنماط الغذائية الصحية لتقوية نظم مناعتنا، ولدى «دونيو» قناعة بأن تحسين فعالية قطاع الفواكه والخضراوات واستدامته سيؤدي إلى جني منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية، وسوف يساهم في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى الابتكار وإلى التكنولوجيا الرقمية وإلى البيع عبر «الإنترنت» وإلى وجود سلسلة تبريد جيّدة، فهذا أساسي بالنسبة إلى الفواكه والخضراوات.
رسائل رئيسية
تكتنز السنة الدولية للفواكه والخضراوات برسائل رئيسية تريد «الفاو» ترويجها، أولاها: تعزيز الاستدامة، يمكن لسلاسل القيمة المستدامة والشاملة أن تساعد على زيادة الإنتاج، وتعزيز توافر الفواكه والخضراوات، وسلامتها، والقدرة على تحمّل تكلفتها، والحصول عليها على نحو منصف من أجل تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وسلاسل القيمة المستدامة تعني أن تكون هذه الزراعة مربحة في جميع مراحلها (الاستدامة الاقتصادية)، ذات منافع واسعة النطاق بالنسبة إلى المجتمع (الاستدامة الاجتماعية)، ذات وقع إيجابي وحيادي على البيئة الطبيعية (الاستدامة البيئية). وثانياً: تحقيق الازدهار المتنامي، يمكن لزراعة الفواكه والخضراوات أن تساهم في تحسين جودة حياة صغار المزارعين ومجتمعاتهم المحلية. فهي تولّد الدخل وتستحدث سبل العيش وتحسّن الأمن الغذائي والتغذية، وتعزز القدرة على الصمود من خلال الموارد المحلية التي تتم إدارتها على نحو مستدام، وزيادة التنوّع البيولوجي الزراعي.
جهد دولي
السنة الدولية للفواكه والخضراوات جهد دولي يأتي في إطار استكمال جهود سابقة، من أهمها: (إعلان روما بشأن التغدية) الصادر عام 2014 وبجهد مشترك من «الفاو» ومنظمة الصحة العالمية، وأيضاً استكمالاً لِـ (عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية 2016-2025)، إضافة إلى الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني الصادرة عام 2004.
حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن عدم تناول الكميات الكافية من الخضراوات والفاكهة تسبب خلال عام 2017 في وفاة 3.9 مليون نسمة، وأن المعدل اليومي المناسب لتناول الخضراوات والفاكهة هو 400 جرام بمعدل 5 حصص، كل واحدة منها 80 جراماً.
وتشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2018 أنتج العالم 868 مليون طن من الفواكه و1089 طناً من الخضراوات، علماً بأن 50 في المائة منها تتم زراعته في مساحات تقل عن 20 هكتاراً. وأهم هذه الفواكه: الموز والحمضيات والبطيخ والتفاح والعنب والجوافة والمشمش والتمر والكرز والدراق. أما الخضراوات، فأهمها: الطماطم، الملفوف، القرنبيط، الثوم، البصل، الفول، البازلاء، الكرات، والسبانخ الفلفل الحار، والخس.
سلاسل التبريد
«دونيو» دعا إلى الابتكار في هذا المجال، خاصة في سلاسل التبريد، وأشاد بدور حكومة شيلي على توليها تنسيق المفاوضات في الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئاستها اللجنة التوجيهية الدولية التي تولت التحضيرات لهذه السنة الدولية، وتشيلي تعتبر نموذجاً في دعم سلاسل تبريد الخضراوات والفواكه، حيث نجحت في توفير 450 ألف فرصة عمل في هذا لمجال.
تجارة دولية
تبلغ التجارة الدولية في الفواكه والخضراوات ما نسبته 7 إلى 8 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي. وحسب بيانات «الفاو»، تتصدر منطقة شرق آسيا العالم في إنتاج الخضراوات، حيث انتجت منها 574.4 مليون طن عام 2018.
ألوان وخصائص
يرتبط استهلاك الخضراوات والفواكه بمقاومة الأمراض، وحسب دراسة أُجريت في 10 دول أوروبية، ثبت أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الخضر والفاكهة يعيشون حياة أطول. وتتحدد أهمية الفواكه والخضراوات في مقاومة الأمراض حسب لون كل منها. فاللون الأبيض يعني أن هذا لنوع يحتوي مواد مضادة للفيروسات والبكتريا ويحتوي على عنصر البوتاسيوم. واللون الأخضر يعني أن هذا لنوع مضاد للسرطان، واللون الأحمر يتضمن مكونات تعمل على تحسين صحة القلب ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان، أما اللونان الأزرق والأرجواني فيشيران إلى احتواء هذا النوع من الخضار أو الفاكهة على مضادات الأكسدة ويقلل مخاطر السكتات القلبية وأمراض القلب والسرطان. واللونان البرتقالي والأصفر يدلان على عنصر (الكاروتينات) الذي يحافظ على صحة العين.
فرص تسويقية
أبرزت جائحة «كوفيد - 19» مدى أهمية سلاسل الإمداد القصيرة والشاملة - بما يشمل الفواكه والخضراوات - كطريقة لإتاحة فرص تسويقية أفضل لصغار المزارعين في المناطق الحضرية وشبه الحضرية. يتم فقدان نسبة تصل إلى 50 في المائة من الفواكه والخضراوات المنتجة في البلدان النامية، على طول سلسلة الإمداد بين الحصاد والاستهلاك. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يستغرق إنتاج برتقالة واحدة ما يصل إلى 50 لتراً من الماء، ما يعني أن خسائر الفواكه والخضراوات تشكل هدراً لموارد تتزايد ندرتها، مثل التربة والمياه.
حقائق
استهلاك كمية من 400 غرام على الأقل في اليوم أو خمس حصص من الفواكه والخضراوات مفيد للصحة؛ ولذلك ينبغي إدراج الفواكه والخضراوات والإبقاء عليها كأجزاء منتظمة من نمط غذائي صحي طوال الحياة اعتباراً من عمر 6 أشهر.
وتعدّ الفواكه والخضراوات مصادر جيدة للألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن (مثل حمض الفوليك وفيتامين ألف وجيم والبوتاسيوم) والمواد الكيميائية النباتية المفيدة. ويمكن للفواكه والخضراوات، كجزء من نمط غذائي صحي، أن تساعد على التقليل من عوامل الخطر بالنسبة إلى الأمراض غير المعدية، من قبيل الوزن الزائد/ السمنة، والالتهابات المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وتقلل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
إنتاج الفواكه والخضراوات ذات القيمة العالية، من مساحات صغيرة من الأراضي وكميات قليلة من المياه والمغذيات، يكون مربحاً قياساً إلى محاصيل أخرى.