د. شريف عرفة
يعد الدكتور فيليب زيمباردو واحداً أبرز علماء النفس في العالم.. فلا يخلو مرجع في علم النفس الاجتماعي من إحدى دراساته التي وضعت أساساً لظاهرة نفسية ما.. كدراساته عن تغير سلوك الإنسان وتفكيره مع تغير الموقف والظروف الخارجية التي يواجهها.. و«تجربة سجن ستانفورد» الشهيرة التي تم عرضها في أفلام سينمائية ووثائقية عديدة..
في حوارنا مع الدكتور زيمباردو.. سألناه: كيف يمكن الحفاظ على نجاح العلاقات طويلة الأمد؟
فأجاب: قد يختلف الأمر إذا ما كنا نتحدث عن علاقة حب رومانسية، أو علاقة صداقة، أو علاقة في العمل، لذا سأقدم لكم بعض المبادئ العامة التي تنطبق على كثير من العلاقات الإنسانية.. ومنها:
الاحترام
من المهم حقاً إظهار الاحترام للشخص الآخر، فمن المهم بالنسبة لك إبداء التقدير لكل ما يفعلونه من أجلك، عليك أنتكون مجاملاً وتستمر في إخبار الشخص الآخر بمدى تقديرك لما يفعله من أجلك.. أو أن تثني على أناقة لباسهم أو مظهرهم، أو أن تمدح طريقة أدائهم للمهام التي يقومون بها.. لا تعتبر ما يقوم به الشخص الآخر لأجلك شيئاً مسلماً به، بل عليك أن تبدي التقدير والامتنان.
لنفترض أن زوجتك تحضر لكم وجبة الإفطار كل يوم.. عليك أن توضح لها أنك تستمتع حقاً بوجبة الإفطار.. تقول لها: شكراً أنا أستمتع حقاً بالطريقة التي تفعلين بها هذا.
المشاركة
من المهم أن تكون أقل تمركزاً حول ذاتك وأكثر تركيزاً على الآخر.. توقف عن استخدام «أنا وأنا فقط» وأكثِر من استخدام «نحن» .. وأن تكون على استعداد للمشاركة.. فكّر في طرق للقيام بدورك.. اعرض المساعدة واسأل نفسك دائماً: ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحالة كي أساعد الطرف الآخر؟
لا تفترض أن العلاقة - أي علاقة - تتلخص في أن الطرف الآخر عليه أن يفعل كل شيء مجاناً من أجلك، دون أي مقابل معنوي من ناحيتك.
التجديد
كن حريصاً على العلاقة ذاتها.. ليس للحفاظ عليها فقط، لكن لتطويرها كذلك.. فمن المفترض لأي علاقة أن تنمو وتنضج وتصبح أفضل بمرور الوقت، بدلاً من استهلاك رصيدها، فيصبح الأمر قديماً ومملاً، وهذا لن يقودنا لشيء..
من الطبيعي أن تتقادم معظم العلاقات بمرور الوقت، لكم يمكننا التفكير في ما يمكننا فعله حتى نجعلها مسلية وممتعة.. فكر: ما هي الأنشطة التي يمكن القيام بها معاً؟ كيف يمكن إضافة عنصر المرح إلى علاقاتك؟ كيف يمكن التجديد وكسر الرتابة والتكرار؟