عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
شغوفة بعملها، تسعى إلى التميز دائماً، بعد حصولها على ماجستير في الإدارة الهندسية بتقدير امتياز من جامعة أبوظبي، وبكالوريوس الهندسة الإلكترونية من كليات التقنية العليا، وتعمل حالياً «مهندس إدارة جانب الطلب على الطاقة» في شركة أبوظبي للتوزيع.
هي المهندسة عذاري عبيد السركال التي اختيرت في برنامج «شموخ للقيادات الشابة» التابع لكليات التقنية العليا، الذي يسعى لبناء شخصيات قيادية وتزويدها بكل المقومات الداعمة للنجاح، ويعتمد على انتقاء طالبات والوصول بهن إلى أعلى درجات التميز والقيادة وقوة الشخصية.
شددت المهندسة عذاري السركال على أهمية المساهمة في المسيرة التنموية للدولة.. وقالت: فئة الشباب تحظى بدعم غير محدود، وعلينا كشباب استثمار هذا الدعم والعمل بأضعاف الجهد، ليصل اسم الإمارات إلى أبعد من المريخ.
عذاري تخرجت في برنامج «الرائدات» للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة من «مصدر»، الذي يتناول موضوعات تتعلق بالمساواة بين الجنسين والدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما تم اختيارها في منصة «زايد الملهم»، وذلك ضمن فئة القيادات النسائية في قائمة الملهمين اللاتي انضممن إلى المنصة، باعتبارها صاحبة قصة ملهمة تروى للشباب، ونموذجاً يحتذى به لإماراتية ضربت مثالا في التفاني والإخلاص والجد والاجتهاد لتحقيق الطموحات والأهداف وخدمة الوطن.
بصمة نجاح
شغف المهندسة عذاري السركال بالعمل في مجال الطاقة، قادها إلى شركة أبوظبي للتوزيع، حيث تساهم في تنفيذ برامج ترشيد استهلاك الكهرباء في جميع القطاعات وبالأخص القطاع السكني، وتنفيذ مبادرات إدارة الطلب على الطاقة وتطويرها.
وحسب السركال، فإنها تركز في البرامج التوعوية للقطاع السكني، على الاستخدام الأمثل للموارد وإعادة التفكير في العادات الاستهلاكية للمجتمع، وتوضيح أهمية الحفاظ على الموارد الثمينة وأهم الطرق والنصائح لترشيد استهلاك المياه وماله من أثر واضح على البيئة.
عذاري لها بصمة رئيسية في نجاح البرامج التوعوية في الشركة وخارجها، وتقول: نقدم الكثير من برامج التوعية للمدارس والدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى الفعاليات والمهرجانات الكبيرة مثل «بالعلوم نفكر» و«مهرجان الشيخ زايد»، بهدف توعية أفراد المجتمع بأهمية الترشيد في استهلاك الطاقة وجعله أسلوب حياة.
إنجازات
وعن الإنجازات التي تفتخر بها تضيف: شاركت متطوعة ضمن خط الدفاع الأول في جهود الدولة للتصدي لجائحة كوفيد-19، كما كان لي دور في خدمة القطاع الصحي وخدمة المرضى المصابين بالفيروس على مدار الساعة، وذلك في أماكن العزل والحجر الصحي.
وعن تجربتها العملية في الحياة، تقول: أمارس العمل التطوعي، منذ العام 2008 في بطولة الأولمبياد الخاص، كما لدي صفات القيادة منذ وقت مبكر، حيث كنت نائب رئيس مجلس طالبات كليات التقنية العليا فرع الشارقة، لذلك أعتبر التطوع أمرا مهما لكونه يظهر صورة إنسانية للموظف الذي يعمل نظير مقابل. وتوضح: «أعتبر تطوعي ضمن جهود الدولة لمكافحة فيروس كورونا مرحلة مفصلية في حياتي لكوني جندية ضمن جنود الدولة لمحاربة هذا الوباء الذي سبب شللاً للعالم، كما أن خدمة المرضى في هذه الظروف الصعبة عززت في شغفي بالجانب الإنساني بشكل كبير، على الرغم من الظروف العصيبة التي مررت بها من ابتعادي عن أطفالي وأسرتي، لأنني فضلت البقاء في أماكن العزل على مدار الساعة لخدمة المرضى والطاقمين الطبي والإداري المشرف عليهم، في محاولة مني لرد جزء بسيط من عطاءات الوطن.
فرص
وتبين السركال: «أحرص أن أكون دائما على مسار البحث عن الفرص والشغف ومواجهة التحديات التي تواجه أي جندي يخدم وطنه في شتى المجالات، فقد عشنا وترعرعنا وتنفسنا في ربوع هذا الوطن ووجدنا كل الدعم والرعاية من رموزه وقادته، وعلينا أن نسعى لرد الجميل، وعلى صعيد آخر، أحرص على تطوير المهارات المهنية والتحسين المستمر للأداء، ونشر روح الإيجابية في بيئة العمل وتقديم الدعم الكافي لزملائي والملتحقين الجدد.
المرأة الإماراتية
وتضيف: «تعلمنا منذ الصغر من قيادتنا الرشيدة أن المرأة نصف المجتمع، وأنها أحد العناصر الأساسية لنهضة الدولة، والقيادة الرشيدة تؤمن بقدرة المرأة الإماراتية على العطاء، وبأنها طاقة يجب استثمارها لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة.. وأن المرأة ثروة للبلاد لا تقل أهمية عن الرجل، فهناك بعض الدول تعاني التصنيف الفئوي الذي يعتمد على الجنس في اختيار الكفاءات، مما يجعلها تتأخر عن باقي الدول في التنمية، إلا أن دولة الإمارات تتصدر دول العالم في مجال تمكين المرأة وإبراز دورها الحيوي في التنمية، حيث المعيار الوحيد للمفاضلة هو الكفاءة.
الاستدامة
تقول السركال: أسعى لأن أكون متخصصة في مجال الاستدامة ووضع برامج تستهدف أكبر شريحة من المجتمع وتنفيذ تلك البرامج وتطويرها.. وأن أكون قادرة على وضع برامج تخدم أهداف الدولة في هذا المجال وإيجاد بيئة صحية وبرامج تهدف لخدمة القضايا البيئية وتستشرف المستقبل.
طموح
قالت المهندسة عذاري السركال: من طموحاتي المستقبلية المساهمة في المسيرة التنموية للدولة، ووضع بصمة واضحة وبارزة ورد جزء من عطاء الوطن.. كما أطمح إلى توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة واستدامة الموارد.. وأن أساهم في مسيرة المرأة الإماراتية لبناء مستقبل مستدام وملهم.
