لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بدأت آمنة المازمي طبيبة أسنان رحلتها مع الطب، من خلال دراستها في جامعة الشارقة كلية طب وجراحة الفم والأسنان، ودشنت رحلة العمل كطبيبة أسنان متدربة في هيئة الصحة في دبي سنة 2015 ثم كطبيب ممارس، بينما تعمل اليوم ومنذ بداية انتشار فيروس كورونا في أماكن مختلفة تابعة لهيئة الصحة في دبي، آخرها مدينة هند الإنسانية.
مسيرة
المازمي، كغيرها من كوادر خط الدفاع الأول، أبلت بلاء حسناً في التصدي للفيروس، حيث عملت بعدة أماكن تابعة لهيئة الصحة في دبي، كان آخرها مدينة هند الإنسانية بمنطقة الورسان، تركت وظيفتها الأصلية طبيبة أسنان، لتكون إلى جانب زملائها في الصفوف الأولى للتصدي للجائحة. اجتازت العديد من التحديات خلال بداية الجائحة، لاسيما أن الغموض وقلة المعلومات كان يربك العاملين، إلا أنه ومع مرور الوقت تم التعامل مع مختلف المواقف بحكمة كبيرة في ظل دعم القيادة الرشيدة اللامحدود وتشجيعها، مؤكدة أن ابنة الإمارات قادرة على الاستجابة للمواقف الصعبة في جميع الظروف وخاصة الاستثنائية منها.
أصعب التحديات
وأشارت المازمي إلى أن أصعب التحديات التي مرت بها خلال الجائحة إصابتها بكورونا نتيجة مخالطتها المرضى، وابتعادها عن أهلها وخاصة أبويها خلال فترة العزل، لافتة إلى أن كورونا أعطاها أكبر درس في الصبر، وتعلمت منه ما لم تتعلمه في حياتها كاملة، من قوة وعزيمة وإرادة وقوة تحمل، ومن خلال تجربتها خلال أيام العيد الماضي، أهابت بالمواطنين والمقيمين الالتزام بتعليمات التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية، مؤكدة أن الحالات تزيد خلال هذه المناسبات نتيجة التجمعات.
بداية
وبالحديث عن مشوارها مع التطوع قالت المازمي: بدأت في مراكز المسح الوطني للمركبات، وبعد ذلك بسبب الضغط المترتب تم نقلي إلى مركز التحكم والسيطرة وإدارة الكوارث والأزمات في دبي، وحالياً مسؤولة فريق قسم مسار العمليات بـ (كوفيدا -19)، أما بداية تطوعي فكانت في نادي النصر في دبي، حيث عملت في مجال الفحص عن طريق السيارة، كنت متخوفة جداً من نقل الفيروس لأهلي، خاصة أنني أنتمي لأسرة ممتدة، كما إن والدتي تعاني مشاكل صحية منها السكري وضغط الدم، ولكن بتوفر أماكن للعزل في مقر العمل تجاوزنا هذه المشكلة.
مخالطة
لم يكن عملها سهلاً في مجال الفحص، بل مليئا بالتحديات، أولها إصابتها بـ«كورونا» نتيجة مخالطتها للحالات، حيث قالت: كانت فترة صعبة جداً، كنت بعيدة عن أهلي وكان المرض في بدايته، ولم تكن هناك معلومات كافية، مما جعلني أعيش تجربة صعبة في ظل الابتعاد عن أهلي وخوفهم عليّ، تعرضت للعزل، رافقني الشعور بالخوف والذعر، تجربتي مع الجائحة قد تكون قصة الكثيرين من خط الدفاع الأول، في البداية كان الوضع صعباً، أقنعت والدي بأهمية التطوع، لاسيما أن الدولة تحتاج إلى أطباء مما جعلني أتطوع، ومن خلال تجربتي كطبيبة أسنان اخترت أن أكون سنداً للجميع، وهبت نفسي وعلمي لأقدم واجباً مهنياً ووطنياً بكل محبة، وبتشجيع أهلي مازلت مستمرة رغم الصعاب التي واجهناها.
أصعب التجارب
ومن أصعب التحديات التي واجهتها المازمي أيضاً الدوام الليلي، حيث كان بالنسبة لها من أصعب التجارب التي مرت بها، والآن تعودت على هذا النظام، تقول: كنا معتمدين على أنفسنا من تنظيف وغسل الأواني، ونظراً للدعم الكبير من مدينة هند الطبية، فإننا استطعنا أن نتجاوز جميع التحديات، حالياً أعمل قائدة فريق تسجيل في فريق «تسجيل سلامة وحصانة» وهو برنامج يسجل فيه المريض عندما يدخل إلى المدينة الإنسانية ويوفر جميع بيانات المريض منذ دخوله المستشفى، ويسهل علينا الإحصائيات من ذكر أو أنثى، والجنسية، والفئات العمرية.
حلم الطفولة
تتمتع المازمي بعدة هوايات منها السفر ورياضة اليوجا والسباحة واستكشاف ثقافات الشعوب، دخلت مجال طب الأسنان مدفوعة برغبتها التي كانت ترافقها منذ الطفولة وقالت عنها: «كان حلم طفولتي أن أكون طبيبة أسنان، ويعود الفضل في ذلك إلى معلمة العلوم التي تركت أثراً في حياتي، حيث كانت تجعلني مسؤولة على الطالبات، وقامت بترشيحي لتوزيع حبوب الفلورايد عليهن والتأكد أنهن قمن بتنظيف أسنانهن بعد الفسحة، مما جعل هذا الشغف يكبر بداخلي، ويعزز لديّ حب طب الأسنان، دراسة الطب لم تكن سهلة أبداً، من حيث عدد السنوات والساعات الطويلة ومسؤولية المرضى والاهتمام بصحتهم التي كانت شيئاً أساسياً، وكوني أميل للأعمال الإنسانية فإن الطب بشكل عام هو عمل نبيل يحقق هذه القيمة لدى جميع العاملين في هذا المجال الحيوي. وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والتي تصب في مجال تحديث عملها كطبيبة أسنان.