الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الدراما السورية.. صمود في زمن الحرب

الدراما السورية.. صمود في زمن الحرب
8 مايو 2021 00:20

علي عبد الرحمن (القاهرة)

عشر سنوات من الحرب الطاحنة، والخراب والدمار والهجرة، والأوضاع السياسية المتقلبة، والظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم ذلك تؤكد الدراما السورية صمودها في أقسى أحوال تمر بها في تاريخها، وتقدم أعمالاً تنافس بها على الشاشات.
ونجحت الدراما السورية خلال 60 عاماً، في جذب المشاهد العربي، لاهتمامها بالأعمال التاريخية، وسير الشخصيات الرائدة في نهجها منذ «تمثيلية الغريب»، الذي عرض مع انطلاق التليفزيون ليكون أول مسلسل يعرض عليه العام 1960، وتناول الثورة الجزائرية، بطولة ثراء دبسي، وياسر أبو الجبين، وإخراج سليم قطايا.

تفوق
شهدت الدراما السورية تفوقاً كبيراً على مدار 7 أعوام متتالية، من الفترة 2004 إلى 2011، وأصبحت منافساً للدراما المصرية، الأقدم والأشهر في الوطن العربي، وقدمت العديد من الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، منها مسلسلا «باب الحارة»، منذ العام 2006، و«تخت شرقي» العام 2010، وغيرهما من الأعمال ذائعة الصيت، وتميزت بقامات ومواهب تذخر بها الدراما العربية، وقدمت في تلك الفترة ما يقرب من 620 عملاً درامياً.

إنتاج مرتفع 
على الرغم من الظروف التي تمر بها الدولة السورية على كل المستويات، فإن الدراما لم تتأثر كثيراً بذلك، كما يرى الدكتور إبراهيم أبو ذكري رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب لـ «الاتحاد» الأسبوعي، حيث أنتجت على مدار السنوات العشر الماضية ما يقرب من 242 عملاً درامياً، وهو بمثابة 35% من إجمالي الإنتاجات الدرامية بالوطن العربي. وأشار أبو ذكري إلى أن هذه نسبة مرتفعة للغاية، ويرجع ذلك التفوق لعدة أسباب تتمثل في انخفاض قيمة الإنتاج، حيث لا يتجاوز الـ 600 ألف دولار أميركي، وانخفاض أجور الفنانين السوريين والتي تتراوح بين 50 إلى 75 ألف دولار، بالإضافة إلى اهتمامها بالأعمال التاريخية والحربية، وهذا ما يميزها عن غيرها من الدراما العربية، خاصة بعد ابتعاد المنافس الأقوى الدراما المصرية عن تقديم تلك الأعمال مؤخراً.

بريق وانتعاش
يوضح نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان أنه منذ بدء الأزمة العام 2011، لم تفقد الدراما السورية بريقها في ظل الأوضاع الصعبة، واتجاه عدد كبير من مبدعيها للمشاركة في أعمال خارجها، بالإضافة إلى وفاة عدد كبير من الفنانين جراء الحرب.
وأكد زهير لـ «الاتحاد الأسبوعي» على أنه ومع ذلك قدمت الدراما السورية على مدار ثماني سنوات - فترة الأزمة - ما يقرب من 234 عملاً، منهما 203 إنتاجات محلية، و31 إنتاجاً مشتركاً، وتم إنتاج 27 عملاً في رمضان الماضي، وهذا رقم جيد للغاية في ظل ظروف «كورونا».

الدراما الاجتماعية 
يأتي في مقدمة الدراما الاجتماعية مسلسل «350 جرام»، حول محام يتلاعب بالقانون، وتتغير رؤيته للحياة بعد تعرضه لوعكة صحية ونقل قلب له من أحد المتبرعين، تأليف ناديا الأحمر، وإخراج محمد لطفي، ويشارك في بطولته عابد فهد، وكارين رزق الله. 
وفي «ضيوف على الحب»، يسعى مجموعة من الشباب إلى النجاح وتحقيق ذاتهم، العمل من تأليف سامر محمد إسماعيل، وإخراج فهد ميري، ويشارك في بطولته فادي صبيح، وشكران مرتجي.
أما مسلسل «بعد عدة سنوات» فيعرض التغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع منذ الثمانينيات حتى الألفية، تأليف بسام جنيد، وإخراج عبد الغني بلاط، ويشارك في بطولته محمد حداقي، وديمة قندلفت.
ويناقش «صفيح ساخن» صراع عائلة الحجار، مع الآخرين من أجل السيطرة على التجارة في دمشق، تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، ويشارك في بطولته باسم ياخور، وأمل بشوشة. 
ويعود خريف «خريف العشاق» إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث يسعى ثلاثة شباب لتحقيق حلمهم البسيط، ويواجهون التحديات والسير ضد التيار، لكن طريقهم قد يكون كابوساً، تأليف ديانا جبور، وإخراج جود سعيد، ويشارك في بطولته أحمد الأحمد، ولجين إسماعيل.
وفي إطار تشويقي تدور أحداث «رد قلبي» حول فتاة تسعى للثأر من قاتل أبيها، تأليف فهد مرعي، وإخراج عمار تميم، ويشارك في بطولته جوان الخضر، وجيني أسبر.

«باب الحارة» يتصدر
تتناول الأعمال التي تنافس في السباق الرمضاني هذا العام البيئة الشامية، والقضايا الاجتماعية المعاصرة، وتتضمن عملاً كوميدياً واحداً هو الجزء الثاني من «سنة ثانية زواج»، تأليف أحمد سلامة، وإخراج إيمان إبراهيم، بطولة يزن السيد، ودانا جبر، ويدور حول السنة الثانية من الزواج والعقبات التي تواجه الحياة الزوجية.
ويتصدر «باب الحارة» بالموسم الحادي عشر، ويعد أطول مسلسل عربي في تاريخ الدراما، وتدور أحداثه في التشويق حول الجرائم التي تحدث في الحارة، تأليف مروان قاووق، وإخراج محمد زهير رجب، ويشارك في بطولة هذا الموسم رضوان عقيلي، وسلمى المصري.
أما «الكندوش»، فتدور أحداثه في ثلاثينيات القرن الماضي، إبان الحكم العثماني لسوريا، تأليف حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسن، بطولة أيمن زيدان، وسلاف فواخرجي.
ويسلط مسلسل «حارة القبة» أيضاً الضوء على الحكم العثماني لبلاد الشام، والمعاناة من الفقر والجوع والتشرد، والعمل من خمسة أجزاء، تأليف أسامة كوكش، وإخراج رشا شربتجي، ويشارك في بطولته عباس النوري، وسلافة معمار.
ويناقش «سوق الحرير» في موسمه الثاني الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته البلاد في خمسينيات القرن الماضي، تأليف سيف رضا حامد، وإخراج المثنى صبح، ويشارك في بطولته كريس بشار، وبسام كوسا.

وتدور أحداث مسلسل «بروكار» داخل الحارة الشهيرة في عالم الأقمشة والمنسوجات خلال فترة الاحتلال الفرنسي، تأليف سمير هزيم، وإخراج محمد زهير رجب، ويشارك في بطولته زهير رمضان، لينا حورانه.
وفي الحارة أيضا تأتي أحداث «عرس الحارة» بين لبنان وسوريا في العام 1900، ويتخلله قصص مشوقة، إخراج كنان إسكندراني، ويشارك في بطولته علي كريم، وصفاء سلطان.
ويشهد مسلسل «صقار» الصراعات بين كبار العائلات في البادية، تأليف دعد ألكسان، وإخراج شعلان الدباس، ويشارك في بطولته رشيد عساف، وقمر خلف.

انتعاشة فنية
الناقد الفني علاء عادل، يؤكد على أن الدراما السورية تشهد انتعاشة فنية وتناقس بقوة في السباق الرمضاني، حيث تشكل حضوراً بـ 14 عملاً فنياً، ما يجعلها تحتل الترتيب الثالث بعد الدراما المصرية والخليجية، وأهم ما يميزها عن غيرها مناقشتها البيئة الشامية التي تراهن عليها نظراً لتاريخها الممتد في ذلك النمط الدرامي، بجانب القصايا الاجتماعية المعاصرة التي تناقش الوضع العربي والسوري بشكل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©