السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حمدة الحمادي.. إماراتية في الإسعاف الجوي

حمدة الحمادي.. إماراتية في الإسعاف الجوي
5 مايو 2021 00:30

نسرين درزي (الاتحاد) 

اختارت حمدة الحمادي دراسة طب الطوارئ لكونها تعشق التميز في كل خطوات حياتها، وعندما تخرجت في كلية التقنية العليا عام 2008، كانت أول إماراتية تعمل في مجال الإسعافات الجوية بمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف. ولم تكن تتوقع أنها في العام 2020 ستنضم إلى خط الدفاع الأول في مواجهة «كوفيد - 19»، وتحظى بتكريم من مكتب فخر الوطن لمساهماتها الإنسانية وسط الجنود الذين تصدوا للوباء في الدولة. وتقول: أشعر بأنني محظوظة لكوني أعيش في بلد يقدم المساعدة للجميع، وأثق بأننا سوف نتغلب على الجائحة معاً.
تحدثت المسعفة حمدة لـ «الاتحاد» عن طبيعة عملها منذ انتشار «كوفيد - 19»، معتبرة إياه واجباً وطنياً حاز كل اهتمامها طوال الأشهر الماضية. وبصفتها اختصاصية رعاية صحية، وجدت نفسها على موعد جديد مع التحدي والمواجهة، وتغليب مصلحة المجتمع على مخاوفها الفردية.

وكشفت تفاصيل عن متطلبات مهامها المستمرة، حيث تباشر يومها مع باقي الفريق، باستلام البلاغات ومن ثم التوجه إلى المرضى المتصلين لتقديم المساعدة اللازمة، سواء لمن يعانون من عوارض أو من جاءت نتائج فحوصهم إيجابية.

رحلة الإسعاف 
وقالت: قبل الصعود إلى سيارة الإسعاف أو طائرة الإسعاف، نكون مجهزين باللباس الواقي ونظارات الحماية والقفازات والكمامات، ونقوم قبل كل شيء بتعقيم المركبة من الداخل والأدوات الطبية كافة. وعند الوصول إلى بيت المريض نعمل على تقييم حالته الصحية، فإما ننقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإما إلى مواقع الحجر الصحي. 
وبالرغم من خطورة عملها في التواجد على تماس مع المصابين بالفيروس، فلا تتردد أبداً في الاندفاع لتلبية الواجب، من لحظة انطلاق سيارة الإسعاف، إلى مواكبة المرضى وإيصالهم إلى وجهة الرعاية المناسبة.

ومع أنها تواظب على اتباع كافة الإجراءات الاحترازية، حيث تقضي أحياناً 12 ساعة متواصلة في مناوباتها بالعمل، فقد أصيبت مع أفراد أسرتها بالعدوى في شهر رمضان الماضي، وبمجرد تماثلها للشفاء أكملت مهمتها الإنسانية بكل محبة وإخلاص.

توخي الحذر 
المسعفة حمدة الحمادي تتوخى، اليوم، الحذر الشديد عند اختلاطها بالمجتمع والمحيطين بها من أهل وزملاء عمل، لعدم التقاط العدوى مجدداً، وهي تعزل نفسها باستمرار عن أفراد أسرتها. 
وتنصح الجميع بأخذ اللقاحات بحسب الفئات الموصى بها من الجهات المختصة، ومواصلة اتباع الشروط الوقائية حتى بعد التلقيح درءاً لمخاطر التقاط العدوى أو نقلها لمن حولهم.
واعتبرت أن أكثر ما يؤلمها أثناء أداء مهامها في زمن الجائحة، عندما تذهب إلى بيت أحد المرضى من كبار السن وتضطر مع فريق الإسعاف إلى منع ذويه من مرافقته إلى المستشفى.  

تجاوز المصاعب 
وروت حمدة كيف اتخذت قرار الانخراط في صفوف خدمات الإسعاف، مشيرة إلى أنها منذ الصغر كانت تهوى مهنة الطب، وفي الوقت نفسه تفضل العمل في الميدان والتواصل المباشر مع الناس. ولكونها تعشق التميز في كل خطوات حياتها، اختارت تخصصاً لم يكن رائجاً في البلاد قبل 13 عاماً بين بنات جيلها. ولاقت تشجيعاً كبيراً من أهلها لتثبت أن الفتاة الإماراتية قادرة على تجاوز الصعاب بالإرادة والتصميم. 
وذكرت أنه مع كل يوم يمر، تشعر بالمزيد من المسؤولية في مهنة الإسعاف التي تصفها بالمهمة الإنسانية والوطنية. 
وتنصح البنات والشباب بالإقبال على طب الطوارئ ومجال الإسعاف لشدة الحاجة إليهم في هذا القطاع، مشيرة إلى أنه لا بد من طرق أبواب جديدة وعدم التخوف من صعوبة الأمر.

تقدير وامتنان 
وتشعر حمدة الحمادي بالامتنان لكونها ضمن الطواقم الطبية في الدولة لتتمكن من مساعدة المجتمع بشكل مباشر، لافتة إلى الدعم الذي يقدمه مكتب فخر الوطن لتعزيز الانتماء المجتمعي وإظهار التقدير للعاملين في الخطوط الأمامية، الذين يواصلون التضحية للحفاظ على السلامة العامة. 

نداء الواجب
قدم أبطال خط الدفاع الأول بدولة الإمارات أمثلة كثيرة في التكاتف لحماية الآخرين في مختلف الظروف، ولا سيما منذ انتشار جائحة «كوفيد - 19». وتعتبر حمدة الحمادي مثالاً على تلبية نداء الواجب، حيث انخرطت في المعركة الإنسانية متسلحة بخبرتها الطويلة كمسعفة اعتادت مد يد العون. 

حلم تحقق
تقول حمدة: أثناء دراستي توفي الوالد وكان حلمه أن أعمل في مجال الرعاية الصحية، ومع أن بعضهم حاولوا إقناعي بصعوبة العمل كمسعفة، لكنني مضيت نحو شغفي وحلمي  وواصلت في هذا المجال بدعم من عائلتي.

دراسة
درست حمدة الحمادي طب الطوارئ لمدة 4 سنوات في كلية التقنية العليا بدبي تخللتها فترات تدريب، وأتبعتها بـ 3 سنوات نالت في نهايتها شهادة البكالوريوس. وفي عام 2008 باشرت عملها في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©