عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
رغم عشرات الشخصيات التي قدمها الفنان الكبير الراحل محمود ياسين على الشاشة الصغيرة، إلا أن شخصية «حلمي عسكر» التي قدمها في مسلسل «سوق العصر» عام 2001 من أبرز الشخصيات في مشواره الدرامي، لأنه صدم جمهوره بتقديم شخصية شريرة جداً، والمسلسل تأليف محمد جلال عبد القوي، وشارك في بطولته إلى جانب «ياسين» أحمد عبد العزيز، وكمال أبو رية، وغادة عبد الرازق، وفادية عبد الغني، ونهال عنبر، وأحمد سعيد عبد الغني، وآخرون، وإخراج هاني إسماعيل.
قدم الفنان محمود ياسين شخصية «حلمي عسكر» صاحب الشخصية المتغطرسة والظالمة، التي لا تتورع عن فعل أي شيء واستغلال كل نفوذه للوصول إلى أحلامه المشروعة وغير المشروعة ويستمد سلطانه من علاقاته كأنه يعيش بمفرده، متفرغاً لخصومة شخصية خالصة لا تقوم على خلاف حول مبادئ أو غايات، بل تسعى إلى إرضاء حالة نزوة أو شهوة مسيطرة عليه.
تعبيرات
وأبدع «ياسين» في أدائه للشخصية بكل تعبيراتها وانفعالاتها وقسوتها وشرورها، فهو لا يلاحق سيد العايق - كمال أبو ريه - زوج شوق - غادة عبد الرازق - لأنه يعتنق منهجاً معادياً،، ويسوقه إلى السجن، ثم يتزوج زوجته بعد أن يجبره على الطلاق منها، ويحاول منصور المغازي كشف فساد حلمي عسكر بكل السبل، حتى لو أدى ذلك إلى فقده لحريته بعد دخوله السجن، حيث يقوم حلمي عسكر ببث الفرقة داخل عائلة المغازي وتشريد بعضهم وفي النهاية تشهد «شوق» أمام النيابة، بالحقيقة ضد حلمي عسكر، وتكون السبب في براءة سيد العايق وأخيه منصور المغازي ودخول حلمي عسكر السجن بدون عودة.
رؤية
في هذا العمل قدم الكاتب محمد جلال عبد القوي رؤيته الدرامية لبعض الأحداث السياسية التي تمت عقب ثورة 23 يوليو الذي دارت أحداثه حول أسرة المغازي التي ينتمى إليها منصور المغازي - أحمد عبد العزيز - ، وهي الأسرة التي تعيش في أحد أحياء القاهرة الشعبية وقام كبيرها عثمان المغازي - فايق عزب - بدور وطني ، ثم يرحل كبير العائلة عن الحياة، ليظهر أحد المنتفعين «حلمي عسكر»، الذي جسده الفنان الكبير محمود ياسين، صاحب الشخصية المتغطرسة والظالمة، التي لا تتورع عن فعل أي شيء واستغلال كل نفوذه للوصول إلى أحلامه المشروعة وغير المشروعة.
استغل الكاتب محمد جلال عبد القوي هذه الطريقة الفنية لإبراز الصراع بين الخير والشر، المتمثل في مصداقية منصور المغازي وأسرته وهو ما يقابله في شخصية حلمي عسكر وأعوانه من المستغلين.
واستقى الكاتب محمد جلال عبد القوي التيمة الرئيسة لأحداث المسلسل من قصة حقيقية وقعت أحداثها عقب ثورة 23 يوليو لشخص استغل نفوذه لإلقاء القبض على آخر وإيداعه في إحدى مصحات الأمراض العقلية.
