تامر عبد الحميد (أبوظبي)
اشتهر الفنان الراحل علي الغرير بتجسيد شخصية «طفاش» في المسلسل الكوميدي الشهير «سوالف طفاش» الذي نال شهرة واسعة من خلالها، خصوصاً أنها حققت نجاحاً في جميع أنحاء الوطن العربي، وظل الناس الذين لقبوه بـ «طفاشوه» ينتظرون العمل من عام لآخر في رمضان، لاسيما أنه استطاع أن يتقمص الشخصية بعمق شديد فأحبه الكبار، وبروح مرحة وخفة دم فعشقه الصغار.
أحدث علي الغرير نكهة فنية كانت مفقودة في الأعمال الدرامية البحرينية، مجسداً الفتى «طفاش» الذي كان كل حلمه في الحياة إيجاد وظيفة لكي يستطيع الزواج من «عذاري» ابنة جاره «أبو عذاري»،ويحاول أن يتخطى مصاعب الحياة، ولكن النتائج تأتي دوماً عكسية في قالب كوميدي، ففي كل حلقة يحاول من خلالها «طفاش» أن يمتهن إحدى المهن لكي يبتعد عن البطالة التي يعيشها ولكن بدون جدوى.
ومن خلال شخصية «طفاش» التي أداها الغرير بحرفية عالية على مدى سنوات طويلة أصبح «سوالف طفاش» العمل الفني البحريني هو الأبرز في الساحة الفنية على مستوى الشهرة والقدرة على الاستمرارية والتواصل مع الجمهور بنفس الروح الخلاقة والقوة والحيوية والتنوع في الأداء.
كان «سواف طفاش» الذي قُدم منه 3 أجزاء 2009، 2010، 2015، من أكثر المسلسلات تحقيقاً لنسب مشاهدة عالية عبر «يوتيوب» وقنوات عرضه المختلفة، فالإقبال على المسلسل لم يتوقف أبداً خصوصاً عند الأطفال الذين تعلقوا كثيراً بشخصيتي «طفاش» و«جسوم» الذي أداه خليل الرميثي، وما يزال المجتمع البحريني متعلقاً بهاتين الشخصيتين، وبعد النجاح الكبير الذي حققه العمل تلفزيونياً، قرر الثنائي الغرير والرميثي خوض التجربة سينمائياً في فيملين «سوالف طفاش: جزيرة الهمالايا» 2016، و«طفاش والأربعين حرامي» عام 2017.
تميز «سوالف طفاش» بتقديمه وجبة خفيفة من الكوميديا ممزوجة بطرح قضايا المجتمع على اختلافها، من خلال قصصه المنفصلة وشخصياته الثابتة واستعراض الأجواء العامة للحياة في منطقة الخليج العربي في فترة بين الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، في الوقت الذي لا تعكس فيه الحلقات أي قصص واقعية بالمعنى المفهوم بينما تتجلى لتمثل إيحاءات الماضي، حيث شخصية «طفاش» الفتى الحالم الذي يسعى للحصول على وظيفة بمساعدة صديقه الوفي «جسوم» لكن النتائج تأتي دائماً عكسية فيقع كلاهما في مصائب ومقالب مضحكة مع أهل الفريج.