عدد اليوم
تامر عبدالحميد (أبوظبي)
استطاع الفنان الراحل سلطان الشاعر أن يترك بصمة في الدراما الإماراتية من خلال مسلسله المميز «أشحفان»، الذي قام فيه بدور المؤلف والبطل، وشارك في بطولته كل من محمد الجناحي ومحمد ياسين ومحمد الدرواش وسعيد النعيمي ورزيقة الطارش وريحانه التمري وتولى إخراجه أحمد منقوش.
اشتهر الشاعر في المسلسل بشخصية «أشحفان القطو» التي تربى على صوتها جيل الستينيات والسبعينيات في الدراما المحلية وكانوا يترقبون بطل المسلسل، وهو يرسم جانباً من سيرتهم المعيشية وتاريخهم الطويل، وكان هذا الدور بمثابة وهج للدراما المحلية، حيث أداه ببراعة واحترافية
وعفوية وتلقائية كبيرة، مجسداً من خلاله شخصية الرجل الذي يضرب به المثل بين الناس في البخل في قالب من الكوميديا.
تميز العمل بالعديد من المواقف والمقالب المضحكة بين «أشحفان القطو» و«ماكديت» الذي جسده محمد الجناحي و«بوطبر» الذي لعبه محمد ياسين و«الكراني» الذي أداه محمد الدرواش، والتي ستظل مشاهدهم التي جمعتهم محفورة في أذهان الناس حتى وقتنا هذا.
شكّل مسلسل «أشحفان» الذي عرض عام 1978، علامة فارقة في تاريخ سلطان الشاعر الفنية، وارتبط اسمه بالفن المحلي مقدماً الكثير من الأعمال التلفزيونية الشهيرة أبرزها: «أمثال شعبية» و«نوادر جحا» و«طريق الندم» و«الشقيقان شعبان ورمضان» و«الغوص» الذي تناول فترة مهمة من تاريخ الإمارات، وأكمل مشروعه الإبداعي متنقلاً بين التلفزيون والمسرح والشعر.. و«الشاعر» لقب لازمه طوال حياته وهو ليس اسم لعائلته، كما يعتقد البعض، إنما لأنه كان شاعراً، وصدر له ديوان شعري في السبعينيات باسم «الجيب والبعير»، وصدر ديوانه الثاني في التسعينيات باسم «ديوان القصائد الدينية»، ثم تعرض لحادث مروري عام 1980 أدى إلى فقدانه بصره ليتوقف بعدها عن التمثيل ويغيب عن الإعلام لمدة تقارب 25 عاماً، حتى وافته المنية عام 2009.
