السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«فريج الخالدية».. قصة الكرم والجود

جلب الماء على الرأس كان أحد صور التعاون في الفريج (أرشيفية)
19 ابريل 2021 00:23

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

عُرف بمياهه العذبة التي شكلت نقطة جذب للناس الذين أتوه للاستقرار، قربه من البحر جعل رزقه وفيراً، أما أهله فهم بيت واحد شُهد لهم بالكرم والطيب، جمعهم الحب والمودة والتراحم.. هكذا وصفت سميحة الكعبي من الاتحاد النسائي العام فريج الخالدية الذي ترعرعت فيه معبرة عن حبها الخالص لبلدها ولحيها الذي ما زالت على تواصل مع أغلب أهله، لافتة إلى أن فريجها كان بمثابة الأب الذي يحتضن أولاده، يوجههم ويثني عليهم ويشجعهم، مؤكدة أنه كان مصنعاً للرجال والنساء.
أكدت سميحة الكعبي أن فريج الخالدية الذي كان يتميز بقربه من منطقة الحصن وهو مفتوح على البحر كان يعرف بمياهه العذبة، حيث كانوا يحفرون الآبار وقبل أن يصل عمقها إلى 10 أمتار تتفجر ماءً صالحاً للشرب يتهافت عليه الناس، وبعد 5 أيام من تدفقه بالمياه العذبة، تبدأ المياه المالحة تحل محل العذبة. 

حياة الترابط
بالحديث عن طبيعة الحياة في فريج الخالدية سابقاً قالت الكعبي إنها كانت تتسم بالحب والمودة والرحمة والتعاون والتكافل، بحيث كان الفريج مثل الأب الذي يحتضن ابنه، ويغدق عليه ويساعده، مؤكدة أن بيوته كانت عبارة عن عرشان « بيوت من سعف النخيل» أما وقوده فكان من حطب الأشجار ووقود البحر. وتحمل ذاكرتها كل التفاصيل الاجتماعية والاقتصادية للمكان، فعلى رمال شاطئه تبلورت طفولتها الأولى، وهناك أيضاً اشتد عودها وعرفت الحياة، كان الفريج في ذلك العهد قريباً على البحر، شكل لها المكان فرصة لممارسة الألعاب الشعبية.

  • سميحة الكعبي (تصويرعادل النعيمي)
    سميحة الكعبي (تصويرعادل النعيمي)

قصص الجدات
 ألفة اجتماعية وحكايات إنسانية شهدت الفرح والحزن والكفاح والجد، مساحات زمنية أعادت اكتشافها من جديد، تفاصيل عن الزمن أرجعتها إلى عقود طويلة للوراء، حيث أيام الطفولة وقصص الجدات في جلب الحطب، وجلب الماء من الطوي. وقالت عن رحلة الوقود: كنا نخرج لجمع حشــيش البحر الذي يلقيه بعد خروج الصيادين، أو يلفظه خلال تكسر الأمواج على شاطئه، حيث يتم تجــفيفه، واستعماله كوقود للطهي، لافتة إلى أن الأطفال في سنها كانوا يعملون بالتعاون مع الأمهات للقيام بهذه العملية. 

ترابط عائلي
وفيما يخص تجمع النساء على الشاطئ لجلب وقود البحر، قالت إنها ركيزة أساسية في الحياة الاجتماعية إذ خلقت ترابطاً بين العائلات، وهذه المهمة كانت تساعد على تلاقي الأمهات والأطفال على الشاطئ، فشكل ذلك حياة سعيدة جداً، يتعارف من خلالها الكبار والصغار وتتكون لحمة وألفة وتكافل بين الجميع. 

رمضان الخير
وحول أجواء رمضان أشارت الكعبي إلى أنه قبل رمضان وبفترة  كانت النساء تعمل على توفير الطحين والدهن والسح، في مشهد حياة جميلة، فالبنات والأولاد يلعبون في المكان نفسه، حيث كانت الأجواء صحية مبنية على الثقة والأمان. وأضافت: أكلنا من بيوتنا، من لحوم الدواجن والماعز والخرفان التي نربيها ونرعاها والبيض وخضراوات المزارع التي تأتينا من العين وأسماك البحر، حيث تطحن النساء حبوب القمح في الرحى التي كانت لا تتوفر في جميع البيوت. وأشارت إلى أن تكاتف أبناء العائلة الواحدة وترابطهم، من أهم سيمات المجتمع وما زالت، موضحة أن العرشان في «الفريج» كانت قريبة جداً من بعضها البعض، وكان الناس أسرة واحدة تربط بينهم علاقات الحب والتراحم والتعاون، على الرغم من بساطة الحياة التي كانت تخلو من مظاهر الترف.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©