محمد قناوي (القاهرة)
«عائلة الحاج متولي»، لم يكن مجرد مسلسل، بل أحداث تعايش معها المجتمع المصري والعربي عند عرضه على شاشة رمضان عام 2001، ويفتقده الكثيرون حتى الآن، وقد أثار المسلسل جدلاً واسعاً عند عرضه على 12 قناة فضائية؛ وحقق نسب مشاهدات خيالية، بل وصلت شهرته إلى فرنسا التي أرادت محطاتها الفضائية إجراء لقاء مع أبطال العمل بعدما أثار هذه الضجة الكبيرة، ورغم أن هذا العمل ينتمي إلى نوعية الفكاهة والكوميديا، إلا أنه أيضاً يناقش قضية تعدد الزوجات، وقد أغضب النساء وداعب خيال الرجال، وقد شهد انتقادات لاذعة بسبب تجسيد صورة الرجل المزواج على أنه نموذج للرجل المثالي كونه لا يتزوج إلا بعلم زوجاته مطبقاً حكم الشرع، وأيضاً لمحاولته العدل بينهن، لكن في المقابل جاء الانتقاد قاسياً لجميع الشخصيات النسائية في المسلسل، حيث ظهرن في حالة ضعف واستسلام غير مقبولة، فلم تعترض أي واحدة منهن على زواجه عليها من أخرى ولم تصر إحداهن ذات مرة على الانفصال أو تخيره بينها وبين العروس الجديدة.
قام الفنان نور الشريف بدوره بكل حنكة وبراعة، حتى ظن الكثيرون أن تلك هي شخصيته الحقيقية من براعته، ولكن في صدمة لمحبيه، حالف الحظ نور الشريف لبطولة ذلك المسلسل، حيث لم يكن البطل الأول لفريق العمل، ولجأوا إليه كالاختيار الثاني، حيث كُتب المسلسل في البداية للفنان محمود عبد العزيز، وعرضه عليه المخرج محمد النقلي، في عام 2000، أي قبل عرضه بسنة على الشريف، ولكنه اعتذر عنه في ذلك الوقت، ليذهب العمل إلى الفنان نور الشريف، الذي حقق شعبية وجماهيرية كبيرة في الوطن العربي؛ وظهرت شخصية الحاج متولي رغم صفاته المميزة منها الأمانة الشديدة والمعاملة الناعمة مع النساء والتفاهم معهم في كل شيء وعدم فرض سيطرته في شؤون الحياة اليومية، كذلك كونه محافظاً بشدة، إلا أنه في الوقت ذاته رجل معتمد على النساء بشكل كلي في بناء حياته ومستقبله، وهذا يتنافى مع الصفات التي من المفترض أن يتحلى بها الرجل الشرقي ذو عزة النفس والكبرياء ويتنافى مع مبدأ الشهامة وقوامة الرجال على النساء، لنجد أنه من الأساس بنى حياته بأموال زوجته الأولى زبيدة «فادية عبد الغني»، ثم تزوج بأمينة «ماجدة زكي»؛ ولجأ لمساعدة أفراد عائلتها ذوي المناصب العليا في مصلحة الجمارك ليمولونه بكل ما يريد من أقمشة ويساعدونه في تجاوز أدوار الآخرين، وكذلك نعمة الله «غادة عبد الرازق» التي تزوجها ليدمج محالها مع محاله، ويؤسس كياناً كبيراً في سوق الأقمشة، ومديحة «سمية الخشاب» التي كانت تساعده بتخفيض الضرائب عنه، حتى ألفت «مونيا» التي خدمته عائلتها وساعدته في التخلص من أعداء حياته اللدودين شوقي وصباح بعدما تم القبض عليهم بعد تدخل أحد أفراد عائلتها في الأمر والتوصية على الاهتمام بالمسألة.